بلدي نيوز – حلب (عمر حاج حسين)
سيطرت قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية لها، خلال الساعات الـ 24 الأخيرة على عشرات القرى والبلدات الواقعة في منطقة محاذية لمطار (أبو الظهور) العسكري، بعد انسحاب "هيئة تحرير الشام" من جل القرى والبلدات بريف حلب الجنوبي لاسينا منطقة جبل الحص.
استطلع بلدي نيوز، آراء بعض عسكريين من ريف حلب الجنوبي حول أسباب الانسحاب وسيطرة قوات النظام والميليشيات الايرانية على منطقة جبل الحص جنوبي حلب، حيث قال مصدر عسكري، "أن انشغال هيئة تحرير الشام بمعارك ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشرقي وضراوة المعارك في تلك المنطقة، أجبرت عناصر الهيئة على الانسحاب بشكل كامل من منطقة جبل الحص الواقعة في اقصى ريف حلب الجنوبي، مشيرا إلى أن الهيئة بالأساس لم تدعم نقاط جبل الحص بالآيات الثقيلة أو حتى المتوسطة في الآونة الأخيرة".
وأضاف، "خشية إغلاق طريق الأمداد الوحيد الواصل لمنطقة جبل الحص من قبل قوات النظام من الجهة الغربية الشمالية "تلة ابو رويل"، اضطرت تحرير الشام وأبناء المنطقة من الثوار للانسحاب من داخل المنطقة "جبل الحص" اولاً لتأمين طريق العودة (الانسحاب)، وثانياً خوفاً من الحصار داخل "الحص" من قبل قوات النظام وميليشياته الإيرانية، أو تقدّم تنظيم "الدولة" إليهم.
بدوره قال مصدر عسكري آخر لبلدي نيوز، "إنه في ظل تراجع قوات النظام والمليشيات المساندة لها من "الإيرانيين وميليشيات الدفاع الوطني (الشبيحة)" من أسوار مطار أبو ظهور من الجهة الجنوبية، إلا أن قوات النظام حشدت وتقدمت من الجهة الشمالية للمطار من جهة تل الضمان بريف حلب الجنوبي، وتقدم مساء أمس وأصبح على مشارف قرية "ماسح" التي تأتي بعدها قرية "حميمات" التي تتميز بارتفاعها وإشرافها على مطار (أبو الظهور) والبلدة بشكل كامل، أي بسيطرته على قرية حميمات وتلتها سقط المطار والبلدة عسكرياً، حيث تبعد قرية حميمات عن المطار 4 كم فقط".
وأشار المصدر إلى أن بين قرية حميمات وتلتها ومطار أبو ظهور توجد ثلاثة قرى وهما "المجاص وشويحة البوعيسى والحميدية" بريف حلب الجنوبي، حيث تعد هذه القرى فارغةً بشكل كامل من سكانها، وأن سقوطها لن يستغرق سوى ساعة فقط أمام تقدم قوات النظام والميليشيات الموالية لها، معتبراً الأمر بالكارثة لسهولة الوصول إلى المطار.
وحول عواقب سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية على منطقة جبل الحص والقرى والبلدات المحيط به، يقول مصدر محلي لبلدي نيوز، "بسيطرة قوات النظام على منطقة جبل الحص، أمنت طريق الإمداد والشريان الحيوي التجاري لمدينة حلب وهو "خناصر"، ثانياً السيطرة على مساحات شاسعة جنوبي حلب، وثالثاً، الحفاظ على القواعد الإيرانية المتواجدة على أطراف مدينة حلب لاسيما في مدينة الحاضر".
والأمر الرابع مساعدة قوات النظام بالتمدد إلى الطريق التجاري الأوتوستراد العام "دمشق - حلب"، وفتح طريق جديد من مدينة حلب إلى تل الضمان ومنه إلى مطار أبو ظهور فمدينة حماة بشكل مباشر، حسب المصدر.
تجدر الاشارة إلى أن قوات النظام أصبحت على مقربة من مطار أبو الظهور العسكري، بعد سيطرتها على بلدة تل الضمان، فيما تحاول فصائل المعارضة تثبيت نقاط دفاع في القرى الملاصقة للمطار بريف إدلب الشرقي، وذلك لمنع قوات النظام من التقدم.