بلدي نيوز – (كنان سلطان)
تدخل مدينة (عفرين) في ريف حلب الشمالي، في مشهد الأحداث مجددا، بعد التهديدات التركية، التي باتت أكثر جدية، في التوجه لاقتحام المدينة، مع إتمام التجهيزات العسكرية تحضيرا لبدء عمل عسكري ينهي الجدل الحاصل بشأن مصير هذه المدينة، والقضاء على وجود "الوحدات الكردية" التي تصنف على أنها الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني".
ووفقا لما نقل عن مصادر محلية، فإن حشوداً عسكرية تركية كبيرة، قدرت بنحو 15 ألف عسكري، ومدرعات وأسلحة مختلفة، باتت على أعتاب المدينة، من جهة ولاية "كيليس"، بانتظار الإعلان عن بدء المعركة.
يتزامن ذلك مع تصريحات الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي، قال فيها "يعتبر الشمال السوري عنصر تهديد مستمر على تركيا، ولن نسمح بإقامة ممر هنا، ولا يمكن أن نتراجع عن ذلك".
"الوحدات الكردية" من جانبها؛ حذرت من مواجهات عسكرية وصفتها بـ "القوية والمفتوحة"، في حال أقدم الجيش التركي على شن عملية عسكرية على عفرين.
وبحسب "الوحدات الكردية" الذراع العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي"، فإن الجيش التركي سيلاقي مصيرا شبيهاً بمصير عناصر تنظيم "الدولة".
في الصدد؛ عضو اللجنة السياسية لحزب "يكتي" الكردي (فؤاد عليكو) من جهته، يقول تعقيبا على التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة (عفرين): "أعتقد أن حزب الاتحاد الديمقراطي، سيعمد إلى تسليم عفرين للنظام السوري، في حال اكتشف جدية التهديد التركي".
وأضاف (عليكو) في حديث لبلدي نيوز "لن تدخل وحدات الحماية الشعبية في صراع عسكري مع الجيش التركي، إذا ما أصبح التدخل جديا، ولا أرى الموضوع بهذه البساطة، وبالرغم من كون (ب ي د) بات يمتلك قوة عسكرية، مستندا إلى حلفائه، لكن في الوقت عينه، ستتلاشى هذه القوة لمجرد أن تتخلى عنه هذه القوى الحليفة".
وبحسب (عليكو) فإن هذه الوحدات، تعتمد على الروس كحليف لها، في مناطق تواجدها في ريف حلب، وعلى أمريكا في باقي المناطق.
ونوه المتحدث إلى أن أي عملية باتجاه (عفرين)، هو مرهون بالتفاهم الروسي التركي، الذي يدخل ضمن إطار الصفقات بين الطرفين، ولا أهمية لمدينة (عفرين) بالنسبة للروس، لكنها ورقة مهمة للتفاوض عليها مع تركيا.
وفي ذات الإطار؛ يرى الناشط السياسي (حمد الطلاع)، فيما يتعلق بعملية عفرين أنه "أصبح موضوعها خارج الحسابات الأمريكية، ولو بشكل مؤقت، ولن تدخل في صراع مع الأتراك بشأنه، إلا إذا نجحت الانتفاضة الإيرانية بخلخلة كيان الدولة الإيرانية، حينها ستكون تركيا في أضعف حالاتها، وبالتالي يستطيع الأمريكان تفعيل الورقة الكردية في وجهها، في كافة المناطق التي يسكنها الكرد"...
وعن أهمية هذه المدينة، يقول (الطلاع) في تصريح لبلدي نيوز: "تأتي أهمية عفرين بالنسبة للكرد، انطلاقاً من المشروع الكردي، القاضي بإنشاء كيان كردي، له منفذ على البحر، وهذا أصبح طموحاً بعيداً المنال في ظل الظروف الميدانية والسياسية الحالية في سورية".
ويدلل (الطلاع) على حديثه بالتجربة الكردية في العراق، فيقول "في ظل الفشل المؤقت للمشروع الكردي في العراق، أعتقد أن قيادة الوحدات الكردية، لن تكون متحمسة كثيرا لوضع غالبية بيضها في سلة (عفرين) خلال هذه المرحلة".