بلدي نيوز – الحسكة (عمر الحسن)
شهدت محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، في العام 2015 تطورات عسكرية وأخرى إنسانية، ميدانيا انحسر نفوذ تنظيم "الدولة" لحساب ميليشيات نظام الأسد ووحدات حماية الشعب الكردية، وفي الجانب الإنساني دفع المواطن البسيط من أبناء بلدات وأرياف الحسكة الثمن الأكبر، قتلا وتهجيرا ونزوحا، جراء المعارك الدائرة بين الأطراف المتصارعة من جهة، وسياسات الوحدات الكردية التي اتهمتها تقارير حقوقية دولية بارتكاب جرائم تطهير عرقي بحق المكون العربي في الحسكة.
ففي مطلع العام 2015، شهدت أحياء مدينة الحسكة اشتباكات بين الوحدات الكردية وقوات النظام، استمرت لعدة أيام، ثم عادت واستقرت العلاقة بين الطرفين، بعد زيارات لضباط من رتب عسكرية للحسكة، بينهم علي مملوك، حسب ما أكدت مصادر محلية حينها.
وكان الحدث الأبرز هو سيطرة تنظيم "الدولة" على عدد من القرى الآشورية في محيط بلدة تل تمر غربي الحسكة، بعد أن دخلت الوحدات الكردية في خرق للاتفاق الشفهي بين التنظيم وسكان المنطقة "الآشوريين" يلتزم فيه التنظيم بعدم دخول القرى الآشورية مقابل منع السكان للوحدات الكردية من التمركز فيها.
تقدم التنظيم في بلدة تل تمر لم يمنع الوحدات الكردية وميلشيا الصناديد في شباط/ فبراير وبداية أذار/مارس من السيطرة على مدينة تل حميس وبلدة تل براك جنوبي مدينة القامشلي، فسيطرت الوحدات الكردية وميلشيا الصناديد التابعة لميليشيات النظام، وبدعم من طيران التحالف الدولي على المنطقة، بعد اشتباكات مع تنظيم "الدولة"، الذي انسحب إلى بلدة الهول شرقي الحسكة.
شهد شهر أيار/مايو أعنف المعارك بين تنظيم الدولة من جهة، والوحدات الكردية وميليشيا السوتورو وقوات حراس الخابور بريف بلدة تمر بهدف استعادة القرى التي كانت سيطر عليها التنظيم، أما غربي الحسكة فسيطرت الوحدات الكردية وميلشيا الصناديد وبدعم من قوات النظام الذي شارك بالقصف المدفعي على ريف الحسكة الغربي، وصولا إلى قمة "مرقب علي" في جبل عبدالعزيز، والذي سيطرت عليه بتاريخ 20 أيار/مايو, وفي ريف مدينة رأس العين قرب الحدود السورية التركية، وبعد اشتباكات عنيفة وعشرات الغارات التي شنها طيران التحالف الدولي سيطرت الوحدات الكردية على بلدة المبروكة الاستراتيجية بعد أسبوع من السيطرة على ريف الحسكة الغربي.
تقدم الوحدات الكردية لم يمنع التنظيم من العودة، لا بل والوصول إلى قلب مدينة الحسكة، وسيطرته على أحياء "النشوة الشرقية والغربية والزهور والليلية وغويران والفيلات الحمر، وعدة مواقع للنظام في المدينة" في أواخر حزيران/يونيو.
وفي نهاية تموز/يونيو وبداية أب/أغسطس، تمكنت قوات النظام والوحدات الكردية بمساندة من طيران النظام وطيران التحالف، من إعادة السيطرة على الأحياء التي سيطر عليها التنظيم في مدينة الحسكة، وانسحب تنظيم "الدولة" إلى مواقعه القديمة جنوبي الحسكة في مدينة الشدادي والهول وفوج الميلبية.
في تشرين الأول/أكتوبر أعلن عن تحالف عسكري جديد باسم "قوات سوريا الديمقراطية" ويضم (الوحدات الكردية وميلشيا الصناديد والسوتوور)، بهدف السيطرة على ريف الحسكة الجنوبي، فسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على بلدة الهول شرق الحسكة في تشرين الثاني/نوفمبر من تنظيم "الدولة" بتغطية جوية من طيران التحالف الدولي، كما تمكن التحالف من السيطرة على فوج الميلبية جنوبي الحسكة، بعد من السيطرة على بلدة الهول بأسبوع واحد.
رافق تقدم الوحدات الكردية في ريف الحسكة، حملة تهجير لسكان العرب في المناطق التي سيطرت عليها، أكدت هذه الانتهاكات منظمة العفو الدولية في تقرير لها صدر في تشرين الأول/أكتوبر.