بلدي نيوز- (خاص)
لم تكن سنة 2017 حافلة بالإنجازات العسكرية أو السياسية في درعا، كما هو الحال في باقي المناطق المحررة والساخنة في سوريا، جراء التدخل الروسي العسكري الذي تعاظم دوره بعد مرور سنتين على بدايته.
ويمكن القول إن فصائل الجيش الحر في درعا نجحت بإفشال مساعي النظام الحثيثة للسيطرة على "جمرك درعا القديم" وفتح معبر حدودي مع الأردن، كذلك الأمر بالنسبة لمعبر نصيب الذي فضل الثوار استمرار إغلاقه على فتحه بشروط مجحفة بحقهم تحت الضغوط الإقليمية والعسكرية، خلال النصف الأول من العام.
في حين، اتسم النصف الثاني من العام بالهدوء الكبير وسط بعض الخروقات بعد تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا، والذي اتفق عليه بين زعماء دول روسيا وأمريكا والأردن وتم تطبقه في التاسع من تموز من العام 2017.
وشهدت محافظة درعا حملة عنيفة من القصف على أحياء مدينة درعا وبلداتها خلال عام 2017 بقرابة 1500 برميل متفجر، و1135 صاروخ فيل، و2000 غارة جوية، و300 برميل متفجر يحوي على مادة النابالم المحرمة دوليا، وتركز معظم القصف في النصف الأول من العام 2017، الأمر الذي أدى إلى تسجيل 1400 شهيد تقريبا معظمهم من المدنيين.
وكانت معركة "الموت ولا المذلة" في 12 من شهر شباط، الحدث الأبرز عام 2017، بنجاحها بالسيطرة على أكثر من 90 بالمئة من حي المنشية في درعا البلد ذي الأهمية الاستراتيجية، وتأمين "جمرك درعا القديم" بفضل تحرير الكتل السكنية والحواجز العسكرية التي كانت تطل عليه، إذ نجحت على عدة مراحل استمرت قرابة ثلاثة أشهر في تحرير حواجز "أبو نجيب، ودراغا، والسلوم، والسريات، والفرن، وجامعي عقبة بن نافع والمنشية".
وأعلنت "غرفة البينان المرصوص" التي أشرفت على العمليات العسكرية في مدينة درعا خلال عام 2017، عن مقتل أكثر من 280 عنصرا من قوات النظام وميليشياته توزعوا على 27 قتيل من ميليشيا "حزب الله"، و194 عنصراً لقوات النظام، وعدد من الضباط، هم: 61 ملازم، وتسعة برتب نقيب، و11 آخرين بين رتب مقدم وعقيد وعميد، بالإضافة إلى خسائر مادية بتدمير 30 نفق وطائرتي استطلاع، وتركسين مجنزين، وأربعة مضادات 23 مم، وثماني عربات شيلكا، وعشر دبابات، ومنصتي صواريخ فيل.
وكعادته، شن "جيش خالد بن الوليد" الموالي لتنظيم "الدولة"، هجوما على مواقع سيطرة الثوار في 22 شباط، واستولى على بلدات سحم الجولان وتسيل وعدوان وجلين، مستغلا انشغال الثوار بالمواجهات الدائرة في حي المنشية بدرعا البلد منذ 12 من شباط الماضي.
وبعد التقدم النوعي في المنشية، حاولت قوات النظام وميليشياتها استعادة المبادرة، فشنت في الثالث من حزيران هجوما بريا كبيرا مدعوما بالقصف الجوي العنيف على خط النار في حي المخيم وطريق السد بمدينة درعا، وسط فشل ذريع طيلة قرابة الشهر على تحقيق تقدم، وسط خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف النظام والمليشيات، أبرزهم العقيد أحمد تاجو قائد الحملة العسكرية على درعا، بالإضافة لمقتل 40 آخرين، وتدمير 7 دبابات وعربتي شيلكا.
وحاوت فصائل الثوار مرارا التقدم نحو مناطق سيطرة "جيش خالد بن الوليد" الموالي لتنظيم "الدولة" في ريف درعا الغربي، إلا أن محاولتها العديدة لم يكتب لها النجاح طيلة العام، على الرغم من إيقاع خسائر كبير في صفوف مقاتلي التنظيم وقياداتهم.
وفي النصف الثاني من العام، فرضت أمريكا وروسيا والأردن على النظام والثوار وقف إطلاق نار بدأ تنفيذه في التاسع من تموز، وسط هدوء كبير والتزام غير معهود من قبل النظام الذي ارتكب بعض الخروقات خصوصا في القصف على أحياء مدينة درعا، في حين فشلت مساعي الثوار بتطبيق وقف إطلاق نار جدي في الغوطة الشرقية وتعليق مصير اتفاق درعا من خلال فرض تعميمه على الغوطة، إلا أن تعميم الاتفاق كان شكليا وعلى الأرض لم يتغير شيء.
وعلى الرغم من الشروط الإسرائيلية الأردنية على اتفاق وقف إطلاق النار جنوب البلاد، الذي تضمن إبعاد الميليشيات الإيرانية مسافة 40 كيلو متر، إلا أن النفوذ الإيراني ذاهب للتعاظم بعد إعلان تشكيل اللواء 313 وهو تشكيل ميليشياوي جديد يدعم النظام ويشرف عليه "الحرس الثوري وحزب الله."