بلدي نيوز – (كنان سلطان)
صادق مجلس "الدوما" الروسي يوم أمس الخميس، على مشروع الاتفاقية بين موسكو والنظام السوري، لاحتلال سوريا، الذي يقضي بتوسيع القاعدة البحرية الروسية في ميناء مدينة (طرطوس)، الذي يعد مركز إمداد الأسطول الروسي وقواتها العسكرية في المنطقة، ولم يغب عنه (الدوما) أن يقترح إنشاء منتجعات للترفيه للجنود الروس وعائلاتهم.
اتفاقية الاحتلال هذه تمتد لـ49 عاماً، قابلة للتمديد التلقائي 25 سنة إضافية، بحسب ما أعلن الجانب الروسي، وبموجب هذه الاتفاقية يحق لروسيا "نشر 11 مقاتلة بحرية في آن معا في هذه القاعدة، وإرسال العدد الذي تراه كافياً من الجنود، من أجل حماية القاعدة".
وتنص أيضا على "عدم خضوع القاعدة لأي مسؤولية مدنية أو إدارية أو قضائية سورية، علاوة على توفير الحصانة الكاملة للممتلكات الروسية المنقولة وغير المنقولة من أي عمليات تفتيش، أو ضبط، أو غيرها من الإجراءات".
ويحظى العاملون في القاعدة البحرية، هم وذويهم، بالحصانة الكاملة، فضلا عن امتيازات مماثلة كالتي تُمنح للدبلوماسيين.
وكان الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، أحال هذه الاتفاقية يوم الأربعاء الماضي إلى مجلس "الدوما" لمصادقتها، ويمتد هذا الاتفاق لـ 49 سنة، وتقول روسيا بأنه دفاعي في طبيعته وليس موجها ضد بلدان أخرى مجاورة.
وعملت روسيا على إحياء اتفاقية يرجع عهدها إلى بدايات سبعينيات القرن الفائت، بعد أن تجدد حلمها الإمبراطوري لاستعادة عهدها القديم، ويرى مراقبون بأنها شكليا لديها الحجة القانونية لهذا الاحتلال، وجاءت اللحظة التي يجب أن تؤكد هيمنتها وسطوتها في سوريا، في ظل نظام تستقيم كل الأمور عنده، لقاء المحافظة على وجوده في سدة الحكم.
الدكتور (محمود حمزة)؛ الأكاديمي والخبير في الشأن الروسي، يقول "روسيا وقعت اتفاقية مع نظام الأسد، لبناء قاعدة جوية في (حميميم)، بالإضافة إلى توسيع القاعدة البحرية في (طرطوس)، واستأجرتها لخمسين سنة قادمة وهي قابلة للتمديد، أي أن روسيا شكليا لديها الحجة القانونية".
ويشير (الحمزة) في حديثه لبلدي نيوز إلى أن "نظام الأسد ليس فاقدا للشرعية وحسب، وإنما هو فاقد لأي سلطة أو قرار، والروس متحكمون به فعليا، واستدعاؤه مرات عديدة من قبلهم، بهذه الطريقة المهينة، إنما تعكس الهيمنة الروسية عليه وعلى القرار في سوريا".
ويؤكد الخبير في الشأن الروسي أن "التصريح الروسي حول إنشاء منتجعات للجنود الروس في القاعدة البحرية يعد وقاحة وصفاقة، تؤكدان مرة أخرى بأن الروس محتلون لسوريا، ولا يخشون من استفزاز مشاعر السوريين".
وتعود روسيا بعد إنكارها لعقود، وجود قاعدة عسكرية لها في الساحل السوري، إبان الحرب البادرة، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لتوقع مع بشار الأسد، اتفاقية احتلال تمتد لنصف قرن، ومنتجعات ومراكز ترفيه لجنودها، مدججة بالحجج القانونية، من شخص لا يملك أي سند قانوني لوجوده في حكم سوريا، وفي رصيده أكثر من نصف مليون شهيد، ونحو عشرة ملايين مهجر ومشرد، وبلد مدمر.
وفي الصدد اعترفت روسيا بوجود نحو 48 ألف جندي من قواتها في سوريا، شاركوا في العمليات العسكرية إلى جانب قوات النظام، وبينت أنها استخدمت منظومة الصواريخ (التكتيكية – العملياتية) التي تطلق عليها اسم "إسكندر"، خلال العملية العسكرية في سوريا.
وأضافت، بأنها استخدمت صواريخ "توشكا أو" و"إكس55 " وغيرها من الصواريخ، وأكدت أن سفنها وغواصاتها نفذت 100 ضربة، والطائرات الاستراتيجية نفذت 66 ألف ضربة في الأراضي السورية.