بلدي نيوز - درعا (حذيفة حلاوة)
ضربت عواصف ترابية مصحوبة برياح قوية جافة، صباح اليوم الاثنين، غالبية المناطق في محافظة درعا، وخاصة السهول والمناطق المفتوحة التي تحتضن في غالبيتها مخيمات المهجرين من درعا وباقي المحافظات السورية.
أبو قاسم محاميد، وهو أحد المهجرين من مدينة درعا إلى السهول المحيطة بالمدينة، قال لبلدي نيوز "إن أوضاع المهجرين مأساوية، ويعانون الأمرين في السهول المفتوحة خاصة مع ما تشهده اليوم من رياح قوية لا تستطيع الخيم تحملها".
وأضاف المحاميد "أن أكثر ما يقلق المهجرين في الخيم هو قدوم فصل الشتاء المعروف بقساوته في درعا، في ظل تهجير نسبة كبيرة من سكان مدينة درعا بعد تدمير منازلهم خلال الحملة العسكرية الأخيرة للنظام على المدينة، فالمناطق التي وضعوا خيمهم بها مفتوحة، الأمر الذي يجعل من الخيم بلا فائدة أمام الرياح والأمطار القوية".
وفي بلدة نصيب بريف درعا، تعيش أكثر من 300 عائلة من مهجري ريف الشام ومناطق أخرى من سوريا حالة مشابهة لوضع المحاميد، حيث استقرت تلك العائلات في مناطق زراعية بالقرب من الحدود الأردنية السورية، واضعين خيمهم أمام قساوة الشتاء، وحرارة الصيف بعد تهجير غالبيتهم من منازلهم بعد تدميرها من قبل قوات النظام أو سيطرته على مدنهم وبلداتهم.
"أبو زيد"، وهو أحد المهجرين من ريف الشام والقاطنين على أطراف بلدة نصيب في حديث سابق لبلدي نيوز "أنهم يعيشون ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة بسبب وجود غالبية تلك العائلات في خيم في العراء، ومن كان حظه سعيد منهم استقر في أحد المباني التي كانت مخصصة لتربية الماشية، وبين تلك الخيم عمدت العديد من العائلات إلى العمل على بناء بيوت من الطين، سعيا منها لتفادي برد الشتاء القارس وحماية أطفالها من الأمراض، في ظل عدم امتلاكهم أي وسيلة للتدفئة".
وأضاف أبو زيد "منذ أشهر لم نتلقَ أي دعم أو سلل غذائية أو مساعدات بالرغم من الوضع الصعب الذي نعيشه، موجه نداء إلى المنظمات الإنسانية والإغاثية لمساعدتهم والتخفيف من وضعهم المأساوي".
وتحتضن محافظتا درعا والقنيطرة عدة مخيمات في ريفها والمناطق الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الحر، وتضم مهجرين من كافة المناطق السورية غالبيتهم من ريف دمشق وحمص, يعيشون ظروفا صعبة في غالبيتهم مع قلة المساعدات التي يتلقوها.