بلدي نيوز – (محمد وليد جبس)
تأثر الآلاف من السوريين بالحرب التي يشنها نظام الأسد على الشعب، والثورة السورية على المناطق الذي خرجت عن سيطرته والمأهولة بالسكان، واختلفت حجم المآسي وأنواعها عند الكثير فمنهم من فقد منزله وأسرته ومنهم من فقد المعيل، ومنهم من فقد أحد أطرافه.
تمثل حالة "خولة العلي" نموذجا لعشرات الحالات من النسوة السوريات اللائي تقطعت بهم سبل العيش وأصبحن في مواجهة الألم والمعاناة وجها لوجه، وسط عجز من قبل المنظمات والجمعيات الإنسانية والخيرية للنظر إلى حالتها ووضعها الصحي وتقديم لها أبسط مقومات الحياة.
وفي حديث لبلدي نيوز قالت السيدة خولة العلي النازحة في مخيمات إدلب "بسبب القصف المستمر بكافة أنواع الأسلحة من قبل قوات النظام على قريتنا بريف حماة أجبرنا على النزوح والتنقل من منطقة إلى أخرى، وكان آخرها عند وصولنا إلى مخيم جبل حارم، حيث مرت علينا ليالي قاسية من البرد القارس بسبب طبيعة المنطقة وإقامتي بخيمة جدرانها من أقمشة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء".
وأضافت خولة "في ليلة من الليالي القاسية البرودة مرض أحد أطفالي الأربعة وكان علينا أن نذهب لعرضه على الطبيب لمعالجته، وكان أقرب مشفى مجاني في مدينة كفرتخاريم التي تبعد عن مخيمنا عشرات الكيلو مترات، وبعد علاج دام أسبوع شفي طفلي وخرجنا من المشفى وعند خروجي من المشفى تعرضنا لقصف تسبب ببتر ساقي وإصابتي بعدد من الشظايا".
وأكملت قائلة "بقيت أتلقى العلاج لفترة من الزمن وعدت إلى أطفالي الأربعة في خيمتي وكانت حالتي النفسية صعبة جدا رافقها هجرة زوجي عني تاركا أسرتنا ومصيرها في مهب الريح، ولم يبق لي ولأطفالي معيل إلا الله، وبدأت أسجل بالجمعيات الخيرية والإغاثية لتقديم يد العون لكن دون جدوى من ذلك، حتى الوعود التي كانت تقدم لي بتركيب طرف صناعي بديل عن الذي بتر لم ينجح منها أي وعد حتى الآن".
يذكر أن الأمنية الوحيدة عند السيدة خولة هي من يتكفل بمساعدتها بتركيب طرف صناعي كي تتمكن من العمل لتعيل أطفالها وترعاهم الرعاية اللازمة كباقي أطفال المجتمع.