علموا بعملية اغتياله.. هكذا تغاضى الروس عن مقتل الإرهابي سمير قنطار - It's Over 9000!

علموا بعملية اغتياله.. هكذا تغاضى الروس عن مقتل الإرهابي سمير قنطار

بلدي نيوز - راني جابر (المحلل العسكري لموقع بلدي نيوز)
ركام المبنى الفاخر ذو الستة طبقات في جرمانا هو آخر ما سيعرف عن سمير القنطار الذي لقبه زعيم ميليشيا حزب الله بـ "عميد الأسرى" ولقبه السوريون "قاتل الأطفال".
قنطار الذي خرج من السجن بصحة ممتازة وشهادة جامعية من (جامعة اسرائيلية)، اعتبر أكبر استثمار إعلامي خلال عقد من الزمن، فالإفراج عن "عميد الأسرى" هو نصر كبير للحزب، ولا يهم إذا دمر لبنان بالكامل ليخرج القنطار من محبسه الذي حصل فيه على فرص لم تسنح للكثيرين من الفلسطينيين في مخيمات لبنان للدراسة والتحصيل الأكاديمي في الجامعات.
ضربة دقيقة
هناك تضارب في حقيقة الضربة التي حدثت، فبعض المصادر تحدثت عن صواريخ أطلقت من طائرات، وبعضها تحدثت عن صواريخ "أرض-أرض"، وفي كلتا الحالتين سيتم ابلاغ روسيا، وطلب ممر لعبور الأسلحة التي ستستخدم لضربه.
الضربة الدقيقة التي أنهت مسيرة هذا "المناضل" تعطي الكثير من المؤشرات والأدلة، فمستوى دقتها وشدتها وانحصار تأثيرها في البناء الذي أصابته يعني أنها يستحيل أن تكون صواريخ الثوار كما أعلن النظام، أو أن تكون غارة روسية حصلت بالخطأ كما تحدثت بعض الصفحات المؤيدة.
بل تعني خرقا أمنياً على مستوى عالي وتنسيقاً كاملاً بين إسرائيل وروسيا وربما حتى نظام الأسد.
أما بالنسبة للخرق الأمني، فالقنطار يعتبر من القيادات في ميليشيا "حزب الله" وله أهمية كبيرة بناء على تشكيله لما يعرف "حزب الله السوري"، ما يجعله بشكل أو بآخر مشابهاً من ناحية الموقع لحسن نصر الله الذي يرتبط الحزب بإسمه في لبنان، ما قد يعتبر سحباً للبساط من تحت قدميه وربما سحبه من المشهد تماماً نتيجة انهيار اسمه وسمعته وتحوله لشخصية مرفوضة تماماً من كل الأطراف، ما قد يساعد على تسهيل حدوث التسريب من ضمن الدائرة الضيقة العالمة بتحركاته وموقعه.
خط ساخن
روسيا التي تمتلك "خطاً ساخناً" للتنسيق مع إسرائيل، ستكون بالتأكيد تلقت إخطاراً أو تنبيها بالعملية على الأقل قبل حدوثها بعدة ساعات.
فلا يختلف قصف القنطار عن قصف أي رتل أسلحة متوجه نحو لبنان لدعم "حزب الله"، وكلها أمور لم تحتج روسيا عنها سابقاً ولم تذكرها حتى.
فبناء على وجود تنسيق وعمل مشترك، فلا يستغرب أن يكون الروس قد عرفوا بالضربة والدليل على ذلك صمتهم المطبق.
فلم يصدر أي شيء من جهتهم ولا تصريح أو أي كلام رسمي من أي شخصية من أي مستوى.
فشخصية مثل القنطار تكافئ ضابطاً برتبة عالية لدى قوات النظام، لا يمكن السكوت على اغتياله، إلا اذا حدث بموافقة ضمنية روسية، أو إذا كان الروس لا يهتمون فعلياً للأشخاص اللذين يخدمون النظام ويعتبرونهم مجرد أدوات يتخلصون منها بمجرد انتهاء أدوارها.
دفاع جوي
بطاريات "أس-400" الروسية في اللاذقية حتى لو غطت مناطق ضمن اسرائيل فهي لن تكون قادرة على استهداف الطائرات الاسرائيلية عند الاقلاع والهبوط، بسبب غياب خط النظر بين المنصات والطائرات "فكلما زاد بعد الهدف، كلما زاد الارتفاع الذي يجب أن يطير عليه لتستطيع بطارية الدفاع الجوي توجيه صواريخها نحوه"، وفي حالة وجود الطائرات الإسرائيلية على بعد حوالي 300 كم من البطارية، فهي يجب أن تكون على ارتفاع عدة كيلومترات حتى تصبح ممكنة الاستهداف.
الرادارات الروسية بالتأكيد لاحظت الطائرات الإسرائيلية عند تجهزها للقصف، فالقنابل البعيدة المدى التي تحدثت صفحات النظام عن استخدامها يجب أن تطلق عندما تكون الطائرة على ارتفاع عدة كيلومترات، لتصل القنابل لمدى تسعين كم.
لا يتوقع حقيقية إطلاق هذه الصواريخ ضد الطائرات أو الصواريخ الإسرائيلية، فهي منشورة لحماية القاعدة الروسية ورأس النظام فقط وليست منشورة للدفاع عن "حزب الله" أو أي طرف ترغب إسرائيل بقصفه.
فهذه الصواريخ لم تعمل عندما قُصفت إمدادات الأسلحة لـ "حزب الله"  قبل عدة أيام.
عدا عن أن "أس-400" الروسي يمتلك النظام عشرات بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات التي تغطي دمشق، بعضها قادر على الاشتباك مع الطائرات والصواريخ الطوافة لكنها التزمت الصمت ليلية العملية.
حاولت بعض وسائل النظام أو المحسوبة عليه إزالة المسؤولية عن النظام بالقول أن عملية اطلاق الصواريخ حدثت من وراء الحدود ولم يحدث الخرق، وأن الرادارات السورية لم تكشف القنابل الإسرائيلية حتى وصولها لمسافة 15 كم من دمشق.
عجز فوق عجز
يبدو أن حزب الله أكثر عجزاً من قبل ويزداد عجزاً مع الزمن، فقد هدد سابقاً بإزالة اسرائيل من الوجود، كرد على اغتيال عماد مغنية ثم أبنه، لكن هذه المرة  الرد "غير الرسمي" الذي أطلقه الحزب، لم يتجاوز ثلاثة صواريخ تجاه اسرائيل سقطت في منطقة فارغة، ما يدل عن حقيقة قيمة هذه الشخصية لدى الحزب والنظام.

مقالات ذات صلة

تدريبات مشتركة بين قوات التحالف و "الجيش الحر" في التنف

صحيفة بريطانية: في ظل الضعف الإيراني الأسد يعتمد على روسيا والدول العربية لبقائه على كرسي الحكم

وزير الخارجية التركي يتوقع تسوية امريكية في سوريا إن تم تجميد الحرب في أوكرانيا

"الدفاع الأمريكي" تحصي الهجمات التي تعرضت لها في في الشرق الأوسط

خسائر من ميليشيات إيران بهجوم شرق سوريا

مدربة باليه سورية تدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية