بلدي نيوز - الرقة (خاص)
بدأت مفاوضات بين ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وعناصر تنظيم "الدولة" المتبقين في مدينة الرقة، خلال اليومين الماضيين، لانسحاب عناصر التنظيم من المناطق التي يسيطرون عليها داخل المدينة.
وأفادت مصادر إعلامية محلية، أن هدوءً شهدته أحياء مدينة الرقة أمس، بسبب مفاوضات بدأتها ميليشيات "قسد" مع عناصر تنظيم "الدولة" في مدينة الرقة، حيث تجري المفاوضات لانسحاب عناصر التنظيم من المواقع التي يسيطرون عليها وتسليمها لميليشيات "قسد" دون قتال، مقابل تأمين الميليشيات طريق خروج آمن لهم من مدينة الرقة.
وأضافت المصادر أن أمس الاثنين كان يوماً هادئاً بعد أسبوعين من المعارك العنيفة المتواصلة، والقصف الجوي والمدفعي المكثف من طائرات التحالف الدولي ومدفعية ميليشيات "قسد".
وحول هذا الموضوع، يقول الناشط والباحث "أيهم الأحمد" في حديثه لبلدي نيوز، "إن إعلان قوات قسد منذ يومين قرب ما أسمته تحرير الرقة كاملة من قبضة تنظيم الدولة، جاء بعد قرار حاسم من المسؤولين عن العملية في التحالف الدولي، بضرورة الخلاص من التنظيم بأسرع وقت ممكن وبأي طريقة ممكنة".
وأضاف "الأحمد": "كلنا يعلم أن مقاتلي التنظيم هم الأشرس في حرب الشوارع، وطردهم من منطقة ما، يراد له عشرات الغارات الجوية، ولذلك فقد وجدت ميليشيات "قسد" نفسها أمام خيارين لا ثالت لهما".
وأشار "الأحمد" إلى أن "الخيار الأول هو استكمال المعارك وتكثيف القصف الجوي على مناطق سيطرة عناصر التنظيم الذين يتحصنون فيها في الأقبية وبين المدنيين الذين يستخدمونهم كدروع بشرية، وهذا الخيار يكلف التحالف الدولي وميليشيات "قسد" مزيداً من الوقت والجهد، أما الخيار الثاني وهو الأسهل هو خروج عناصر التنظيم بأسلحتهم من الرقة إلى ريف الرقة الشرقي المتصل جغرافيا بريف دير الزور الغربي، والذي يتقدم فيه التنظيم بشكل ملحوظ على حساب قوات النظام، وفي هذا الخيار تكسب ميليشيات "قسد" خروج التنظيم من الرقة، وبذات الوقت تضع المزيد من الضغط على قوات النظام،ـ التي تتنافس معها في دير الزور".
ويسيطر تنظيم "الدولة" على بعض المواقع في محيط الملعب البلدي وسط الرقة، وبعض المواقع في أحياء مديرية الكهرباء وبعض النقاط في القسم الشمالي من مدينة الرقة.
يُذكر أن ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بدأت معركة طرد تنظيم "الدولة" في مدينة الرقة في السادس من شهر حزيران/ يونيو الماضي، بدعم عسكري ولوجستي من التحالف الدولي ضد التنظيم، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، واستطاعت ميليشيات "قسد" بعد مضي أكثر من 4 أشهر على بدء المعركة، السيطرة على معظم مساحات مدينة الرقة، أكبر معاقل تنظيم "الدولة" في سوريا، وكلفت المعركة أكثر من ألف شهيد مدني، ودمار هائل أصاب البنية التحتية والأبنية السكنية والمرافق العامة في المدينة.