بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
تظاهر مئات المهجرين من أهالي الحسكة السورية، أمس الأحد، في مدينة جيلان بينار جنوب تركية والمقابلة لمدينة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة، لرفض الانتخابات التي من المقرر أن يجريها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د" في مناطق سيطرته شمال سوريا.
ومن المقرر أنّ يجري "ب ي د" –وهو الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف على قوائم الإرهاب- انتخابات في مناطق سيطرته في 22 أيلول/سبتمبر الجاري، من أجل انتخاب "مجالس الأحياء"، بينما ستكون انتخابات الإدارات المحلية في "القرى، والبلدات، والنواحي، والمقاطعات"، في 3 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث قسم "ب ي د" مناطق سيطرته إلى ثلاث مقاطعات هي "الجزيرة والفرات وعفرين"، وطالب التحالف الدولي بالسماح له بضم الرقة الشهر الماضي إلى فيدراليته بعد طرد تنظيم "الدولة" منها، وقرر إجراء انتخابات في يوم 19 كانون الثاني/يناير من العام المقبل لعقد "انتخابات الأقاليم" وما يسمّى بـ"مؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمال سوريا".
واحتشد مئات السوريين وبشكل خاص من محافظات دير الزور والرقة والحسكة وريف حلب، اللاجئين في تركيا، على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا قرب مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة "ب ي د"، وأعلنوا من هناك رفضهم للانتخابات، ووقوفهم ضدها، ونددوا بعمليات التجنيد الإجباري، وتخلل المظاهرة مهرجاناً خطابياً شدد المشاركون فيه على رفضهم للنظام الفدرالي الذي يريد "ب ي د" فرضه، ودعوا الشعب في الداخل السوري على مقاطعة ما وصفوه بمهزلة الانتخابات.
كما رفع المتظاهرون صورا للشهداء برصاص "ب ي د" والمعتقلين في سجونه، بالإضافة إلى لافتات تفضح ممارسات وجرائم الحزب، وتطالب المجتمع الدولي بالضغط عليها للإفصاح عن مصير المعتقلين في سجونها السرية وإطلاق سراحهم.
وعن المظاهرة، قال المعارض عبدالعزيز المحمد، وهو أحد المهجرين مع عائلته من قرية الأربعين جنوب رأس العين، أننا "كشعب سوري تعرض لأبشع انواع الظلم والاضطهاد كان لزاما علينا الدفاع عن حريتنا بكافة انواع ووسائل التعبير المشروعة، ولم تكن وقفتنا في مدينة جيلان الى استمرار الى هذا النهج الذي لن نتنازل عنه".
وأضاف "المحمد" في حديثه لبلدي نيوز، أن ميليشيا "ب ي د" وما يسمى زورا بـ"قوات سوريا الديمقراطية" مارسوا أبشع أنواع القهر بحق الشعب وخاصة من ثار ضد حكم البعث وآل الاسد، من القتل والتهجير وتدمير البيوت ومصادرة الأموال ومنع المدنيين من العودة إلى بيوتهم وقراهم".
وشدد أن أخر صرعات "ب ي د" هو محاولته تنظيم انتخابات بمناطق سيطرته، وتصوير نفسه على أنه يمثل المجتمع في تلك المناطق، مع أنه هجر سكان المناطق الواقعة تحت سيطرته، وحكم القلة الباقية بقوة السلاح، لذلك نحن هنا لنوضح هذه الحقيقة.
وقال إننا "نعتبر (ب ي د) مع حفظ الألقاب والتسميات قوة احتلال معتدية، ونطالب العالم المتحضر الوقوف إلى جانبنا لوضع حد لطغيانهم، ونطالب بالكشف عن مصير المعتقلين وإطلاق سراحهم، والضغط من أجل عودة المهجرين ومحاسبة المجرمين، وسنستمر في النضال بكل الوسائل المتاحة، حتى تحقيق أهدافنا بالحصول على العدل".
وكان "التجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحسكة" المعارض، دعا الأسبوع الماضي، بمؤتمر صحفي من مدينة أورفا جنوب تركيا، السوريين وخاصة المهجرين من قبل ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى التظاهر في مدينة جيلان بينار التركية، رفضاً للانتخابات التي من المفترض أن يجريها حزب "الاتحاد الديمقراطي" .