بلدي نيوز - حلب (عبد الكريم الحلبي)
يعتبر حي "الشيخ مقصود" من أحد أكبر الأحياء الحلبية في الجهة الشرقية من المدينة، حيث شكل نسيجا سكانيا يحتذي به للتعايش بين الكرد والعرب من أهالي المدينة لسنوات طوال.
ومع بدء الحراك الشعبي بسوريا، استغلت فئة من الأكراد ذلك الأمر لإطلاق النزعة الانفصالية متمثلة بمسلحي الوحدات الكردية وميليشيا الأسايش "الشرطة والأمن"، وبدأت هذه الميليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د"، بإدارة الحي، متجاهله دور السكان العرب، لا بل بدأت تسعى إلى التغيير الديموغرافي للحي ليتحول إلى "روج آفا" مصغرة، وذلك عبر منع السكان العرب السوريين من دخول الحي رغم امتلاكهم منازل بموجب صكوك تملك صادرة عن حكومة النظام، علما أن هؤلاء السكان كانوا نازحين من الحكي هرباً من الاشتباكات التى كان تحصل بين الثوار والميليشيات المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي.
وبعد خروج فصائل المعارضة من محافظة حلب، قرر بعض الأهالي المشردين والنازحين العودة إلى منازلهم بعد معاناة كبيرة، إلا أن حلمهم بالعودة إلى منازلهم اصطدام بفئة من الأكراد الانفصاليين الرافضين لدخولهم.
وخلقت قوات "الأسايش" بهذه الممارسات وضعاً متوتراً وتقسيماً واضحاً لعزل حي الشيخ مقصود عن كامل أحياء مدينة حلب، في الوقت الذي تطلق صفحات النظام بحلب باستحياء بين الحين والآخر مناشدات لنظام الأسد للتدخل لإعادة سكان الحي العرب إلى منازلهم، وهو الأمر الذي لم يلق أدنى اهتمام من النظام.
وقالت "شبكة أخبار حلب" أن الشكاوى كثرت من قبل الأهالي حول منعهم من دخول الحي بقصد للزيارة أو العودة لمنازلهم في حال لم يكونوا أكرادا.
الجدير بالذكر أن الميليشيات الكردية ساندت نظام الأسد في إعادة احتلال مدينة حلب نهاية العام الفائت، حيث أطلق النظام يدها في السيطرة على عدة أحياء في الجهة الشرقية.