بلدي نيوز – حمص (صالح الضحيك)
قصص كثيرة، مصائب تختلف درجاتها، مأساة تحيط بكل أسرة سورية، الفاعل فيها نظام لم يفرق بين حجر وبشر ليشن قصفاً جوياً على كل منطقة تخرج عن سيطرته، أما المجني عليه فهم مدنيون عزل لا حول لهم ولا قوة.
لكن لا يزال الكثيرون منهم يتمسكون بمبادئ وطنية تتجسد بعدم تخليهم عن أراضيهم وبيوتهم، كحال الحاج سليمان أبو سليم، الذي قدّم أفلاذ كبده السبعة بغضون ثلاث سنوات دفاعاً عن أرضهم وعرضهم.
ويقول الحاج سليمان والد الشهداء لبلدي نيوز "اعتقل ابني عبد الكافي بأوائل الثورة أثناء خدمته الإلزامية بسبب كلمات منددة برئيس النظام الأسد، أما ابني أحمد فكان في مصر حيث عاد بإجازة ليشارك مع إخوته في الثورة السورية، وفي اقتحام مدينة تلبيسة أخذ الكاميرا، وذهب ليوثق جرائم النظام، فبدأ النظام بإطلاق النار على المتظاهرين لتحصد إلى الطلقات جسد ابني وترديه شهيداً".
ويضيف، "أما ابني محمود وهو الأخ الأصغر لهم، كان يتواصل مع العسكريين ويأمن انشقاقهم، لكنهم خدعوه وقتلوه ورموا بجثمانه على أطراف مدينة تلبيسة".
في بدايات سنة 2012، بدأت تتشكل مجموعات من الثوار، وكان أولاد الحاج سليمان "محمد وزكريا وعبد الكافي" من أوائل المنضمين إليها، لكن استشهد أحدهم خلال اشتباك مع قوات النظام وبقي جثمانه مدة 19 يوما لدى الأخير، أما محمد وعبد الكافي، فتابعا القتال إلى أن استشهد عبد الكافي أثناء تحرير حاجز مدرسة الكردية بريف حمص.
يتابع الحاج سليمان "عند تحرير حاجز عسكري على أطراف تلبيسة لحق ابني سليم بإخوته واستشهد بالمعركة ليبقى محمد ابني الوحيد على قيد الحياة، فيما استشهد ستة أولاد لي إضافة لوجود عبد الناصر المعتقل.
في منتصف سنة 2013 أطلق النظام صواريخ غراد وقصف تلبيسة بالمدافع، ما أدى إلى حدوث مجزرة كان من ضحاياها محمد وعبد الناصر المعتقل الذي أفرج عنه بوقت سابق ليبقى بالنهاية الحاج سليمان وحيداً مودعاً أولاده السبعة شهداء بجرائم النظام.
يقول الحاج سليمان "لو استطيع حمل السلاح لحملته وأكملت طريق نيل الحرية والكرامة وإسقاط هذا النظام الذي سلكه أبنائي"، وأضاف "سنتمسك بأرضنا وثورتنا لحين تحقيق ما خرجنا لأجله، والبركة بأحفادي وبجيل الشباب الذين تظاهروا بداية الثورة، واضطروا لحمل السلاح بعد قتل المتظاهرين لتحرير كل شبر من أرض سورية".
