بلدي نيوز - (حسام محمد)
يعتبر الثقل العسكري الروسي الكبير؛ الذي أعلنت من خلاله القوات الروسية دخولها الثورة السورية لصالح نظام الأسد، من أبرز المؤشرات والدلائل على مدى انهيار الأسد عسكرياً واقترابه من الهاوية، كما تعتبر التصريحات الرسمية الروسية الأخيرة، حول الزج بكامل أسطولها البحري العسكري والمدني لنقل المعدات العسكرية من المؤشرات على عجلة الروس بإنقاذ الأسد قبل فوات الأوان.
وفي التفاصيل، أعلن نائب رئيس أركان الإمداد المادي والتقني للقوات الروسية لشؤون إمدادات الموارد، اللواء (فاليري مومينجانوف)، بأن موسكو استخدمت كلاً من الأساطيل التالية لنقل أسلحة ومعداتها إلى سوريا، وهي، "أسطول الإنزال الكبير، سفن أسطول الإسناد، سفن الأسطول المدني".
وقال (مومينجانوف) خلال منتدى "آرميا 2017": "قبل وصول الطائرات الحربية الروسية إلى قاعدة حميميم على الساحل السوري، كانت الفرق الروسية الخاصة قد هيأت البنية التحتية الميدانية في القاعدة، بما فيها من مساكن ومستودعات وغيرها من المنشآت".
خطة نقل الأسلحة والمعدات الروسية إلى قاعدة حميميم الواقعة على مشارف البحر الأبيض المتوسط، جرت عبر استخدام القوات الروسية لثلاثة طرق، تمت تسميتها بحسب خبراء الناتو بـ"الإكسبرس السوري".
وهي خطة جعلت كافة وسائل النقل للقوات المسلحة الروسية والمنظمات التجارية، تعمل بالتزامن وبشكل آني على نقل كافة الأسلحة والمعدات الروسية إلى قاعدة حميميم بشكل سريع، وفق ما نقلته وكالة سبونتيك الروسية.
ومنذ 30 أيلول/سبتمبر من عام 2015، تقاتل القوات الروسية بكامل طاقتها البحرية، وجزء من المشاة والطائرات مع قوات النظام ضد فصائل الثورة السورية، فيما أطلقت موسكو معركة سياسية بعد دخولها ساحة المعركة، هذه المعركة السياسية ترمي للتركيز على موضوع واحد وهو مكافحة "الإرهاب"، واعتبار الحرب السورية جزء من هذه المعركة، وتجاهل أي حديث عن إصلاح سياسي في سوريا.
وحتى قبل الغارات الروسية الأولى في سوريا، بينت موسكو موقفها بشكل كامل من الثورة السورية، ففي أولى غاراتها، هاجمت جيش العزة التابع للجيش السوري الحر في حماة، فقتلت عدداً من عناصره ودمرت مواقعاً له، وكذلك قامت الطائرات الروسية باغتيال قائد جيش الإسلام "زهران علوش"، اغتيال أقر أهميته وزير الخارجية الروسية بعد سنوات من اغتيال "علوش" بأن نظام الأسد كان على وشك السقوط لولا التدخل الروسي.
الحرب في سوريا كشفت عورة جميع أصناف الأسلحة التي تصنعها روسيا، فمن دبابات t90 التي دمر منها خمس إلى ست دبابات بشكل مؤكد، وعدد غير مؤكد يقدره البعض بقرابة عشر دبابات، إلى الخزي الذي تسببت به حاملة الطائرات الروسية اليتيمة، والتي أعيدت "مقطورة" إلى روسيا، وصولاً إلى غرق طائرات الروس وهي تحاول الهبوط على الحاملة، والكثير من المخازي العسكرية، التي تؤكد أن روسيا لا يمكن بحال أن تكون المتحكم الحقيقي للوضع في سوريا.