بلدي نيوز - (حسام محمد)
يعتبر الحرس الثوري الإيراني الذراع الأطول لطهران، والأداة المحورية في مشروعها التوسعي في البلدان العربية، فيما تعتبر الأرضي السورية من أبرز الساحات التي انغمس فيها الحرس الإيراني بكامل طاقاته العسكرية والميليشياوية، وتعرض لاستنزاف كبير على عدة مستويات.
فالحرس الثوري الإيراني ليس قوة مطلقة، وهو مثله مثل جميع القوى المتورطة في الصراع في المنطقة، يتعرض لخسائر ويواجه الهزائم تباعاً في سوريا على يد العديد من الأطراف، ويتعرض لكافة أنواع الخسائر المختلفة، التي تصيبه في الأفراد والعتاد، وبينها خسائره الكبيرة من الضباط، الذين لا يمر أسبوع دون مقتل العديد منهم.
الأسبوع الماضي من شهر آب 2017 الحالي، شهد بحسب مصادر إعلامية إيرانية، خسائر متتالية في صفوف الحرس الثوري، بدأت من الميليشيات التي يرعاها إلى قيادات الصف الأول في نخبته العسكرية.
المصادر الإعلامية أكدت بأن الحرس الثوري تلقى "هزيمة نكراء" في سوريا مؤخراً، تمثلت بمصرع خمسة من الحرس بينهم ضباط خلال أسبوع وجميعهم يتبع لفيلق "القدس"، بالإضافة إلى خمسة من ميليشيا لواء "فاطميون" الميليشيا المدللة من قبل قاسم سليماني.
البادية السورية، بحسب ما نقله الإعلام الإيراني، كانت المستنقع الأكبر مؤخراً للحرس الثوري، وجميع القتلى قتلوا في البادية، ومن بين الضباط القتلى، العقيد في فيلق القدس "مرتضى حسين شلماني"، إضافة إلى القيادي "علي عظيمي"، التابع للواء 38، والجنرال "محمد تاج" والضابط المتقاعد "محمد علي بور".
المعارضة الإيرانية بدورها، أشارت إلى أن الحرس الثوري الإيراني، بعد الانهيارات الماضية، عمل على دفع الميليشيات الباكستانية والعراقية إلى الخطوط الأمامية في المواجهات مع تنظيم الدولة، تغيرات وصفت على إنها محاولة لتفادي المزيد من الخسائر من قبل الحرس الثوري.
وأشارت بعض المصادر إلى إن إيران عمدت بعد إرجاع قواتها الرسمية للخطوط الخلفية، إلى الدفع بقاسم سليماني إلى زيارة المرتزقة من الميليشيات المتنوعة، وذلك لحضهم على مواصل القتال.
المحلل السياسي والعسكري السوري (محمد العطار) رأى بدوره، بأن إيران مجبرة على دفع حرسها الثوري إلى الخطوط الأمامية في الحرب السورية، وذلك بهدف الحفاظ على غنائمها من الاحتلال، وقيام طهران بسحب حرسها نحو الخطوط الخلفية هو مجرد سياسة عسكرية من قياداتها لعدم إشعار بقية عناصر الحرس بمدى الخسائر التي تتكبدها طهران في سوريا.
وأضاف (العطار)، "حتى الميليشيات الغير إيرانية كالباكستانية والأفغانية، تعتبر كفيلق القدس، ولها ذات الدعم العسكري، ولكن الحد المختلف بأن إيران تعتبرهم مرتزقة لا ينتمون لها، وبالتالي فهي تهضم حقوقهم في الداخل الإيراني، وتتخلص منهم بالداخل السوري"، على حد قوله.
ووفق الإعلام الإيراني المعارض، فقد أقحم النظام الإيراني الميليشيا الأفغانية في سوريا منذ 2013، ويقدر عدد عناصرها بأكثر من 25.000 عنصراً، ويتوزعون على أغلب المدن السورية، وأصبحت بعض المناطق والأحياء والمخيمات في ريف دمشق خاضعة تماماً لإدارة هذه الميليشيات، وتم جلب العديد من عوائل عناصرها من إيران، وجرى توطينهم بريف دمشق، ضمن مشروع استيطاني، يهدف إلى تغيير هوية العاصمة السورية دمشق.