بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
تزداد معاناة المدنيين بناحية عقيربات في ريف حماة، وسط صمت دولي مطبق، لا بل مشجع من قبل البعض على قتل المدنيين في تلك البقعة المنسية من العالم، التي تتواصل فيها مجازر النظام وتتصاعد باستمرار بحجة محاربة تنظيم "الدولة".
الناشط في العمل الإنساني (ياسر الشحادة) ابن ناحية عقيربات يتحدث لبلدي نيوز عن الوضع الإنساني والميداني قائلا: "إن ناحية عقيربات اليوم تحت حصار كامل من قوات النظام التي تتقدم يوما بعد يوم على حساب تنظيم الدولة، خاصة بعد استهداف الطائرات الحربية الروسية للمدنيين الذين يحاولون الهروب من الحرب الدائرة بعقيربات على طريق حسيا، ذلك الطريق الوحيد الصالح الذي يربط عقيربات بالرقة ودير الزور، والذي يفوق طوله 250 كم".
وأضاف (الشحادة) "طائرات النظام تستهدف وبشكل مكثف قوافل النازحين الخارجة من عقيربات على طريق حسيا، الأمر الذي تسبب بسقوط عشرات الشهداء بصفوف المدنيين، مما حدا بهؤلاء بالعدول عن قرار النزوح وانتظار الموت القادم من الأرض والسماء بمنازلهم، إذ يقدر عدد العالقين بقرى وناحية عقيربات بأكثر من25 ألف مدني جلهم من الأطفال والنساء".
ونوه (الشحادة) إلى أن الوضع الإنساني المزري الذي يعانيه المدنيون في ناحية عقيربات من فقدان تام للغذاء والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى الحرمان التام من الطبابة التي كانت مقتصرة بالأساس على عناصر تنظيم الدولة، فضلا عن حليب الأطفال، الأمر الذي تسبب بوفاة أعداد كبيرة بين مختلف الأعمار منهم طفل وبالغ بسبب الجوع والأوبئة المنتشرة هناك ولا سيما الكوليرا بسبب المياه الملوثة، التي يعتمد عليها المدنيون في الشرب والأعمال اليومية".
من جانبه، ندد (بديع العمر) رئيس مكتب المجالس المحلية في مجلس محافظة حماة بالصمت الدولي حيال قضية المدنيين بناحية عقيربات، والذين وقعوا بين مطرقة النظام وحلفائه الروس المجرمين وسندان تنظيم الدولة، فأصبحت عقيربات والقرى المحيطة بها تعاني من حصار مطبق من الطائرات الروسية وقوات النظام من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى، حسب تعبيره.
وأكد (العمر) أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المجتمع الدولي والمفاوضين بمؤتمرات جنيف وأستانا، الذين تغاضوا عن ما يجري بتلك المنطقة من وحشية ومجازر بحق المدنيين، متسائلا "هل عجز المجتمع الدولي برمته من منظمات لحقوق الإنسان، وهيئات تتغنى بالعدالة والمساواة، عن إيجاد معبر إنساني للمدنيين العالقين في ناحية عقيربات؟ أم أن الروس أصبحوا المشرعين الوحيدين للإنسانية، لا سيما أن جرائمهم بحق السوريين فاقت جرائم النظام في معظم المناطق السورية، وكل هذه الجرائم التي لحقت بالمدنيين ناتجة عن ذرائع محاربة "الإرهاب"، متناسين القوانين الدولية التي تنص على تجنيب المدنيين مناطق الصراع بغض النظر عن طبيعة الأطراف المتحاربة"، حسب قوله.
وأشار (عمر) إلى أن التقاعس الدولي المتزامن مع همجية غير مسبوقة من قوات النظام والروس تنذر بوقوع كارثة حقيقية بناحية عقيربات تفوق الخيال في بشاعتها بحق المدنيين، في ظل غياب كامل وصمت مريب للمجتمع الدولي.
الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة وعبر مؤسساتها الدولية وتحديدا في (قرار 2، الصادر عن المؤتمر الدولي السادس والعشرين للصليب الأحمر والهلال الأحمر، جنيف 3-7 كانون الأول 1995) جرمت وبشكل صارخ عقوبة الحصار الجماعي، إذ تعتبر جريمة حصار المدن وفقاً للقانون الدولي الإنساني جريمة إبادة جماعية، لما تتركه هذه الجريمة من آثار واسعة على سكان مناطق بأسرها، بقصد إلحاق أضرار مادية ومعنوية بهم.