بلدي نيوز - (مصعب العمر)
تشهد مدينة حلب التي يحتلها نظام الأسد أزمات على جميع المستويات، فجميع تفاصيل الحياة تحولت إلى معاناة؛ مع سيطرة النظام عليها بداية بالكهرباء، وصولاً إلى الماء والخبز، الذي أصبح الحصول عليه بمثابة تحدي وعملية استنزاف يومية لأعصاب وجيوب المدنيين، جراء نقص الخبز والازدحام الشديد على الأفران، نتيجة سيطرة الشبيحة وعناصر الأمن عليها وتحويلها لمصدر إضافي للأموال التي يجنونها من المدنيين.
وفي محاولة للتنفيس عن الموالين والمدنيين في المناطق التي يحتلها النظام، نشرت صفحات إخبارية "موالية" بينها "أخبار منقولة عن مدينة حلب" عدة منشورات عن وضع الخبز في مدينة حلب، متحدثة عن الوضع والازدحام والمحسوبيات، حيث يقوم التجار المرتبطون بعناصر الشبيحة بشراء كميات كبيرة من الخبز؛ وبيعه بشكل يزيد سعرها ثمانية أضعاف سعرها في الأفران، حيث تصل ربطة الخبز الواحدة إلى 400 ليرة، ولا يوجد أي قدرة لدى المدنيين على مناقشة السعر، خصوصاً أن الشبيحة يستطيعون تلفيق تهم لأي شخص، والتسبب باعتقاله وربما اعدامه ميدانياً، فهم لهم صلاحية كاملة لحفظ "الأمن" في مناطق النظام، ما يجبر المدنيين على القبول بهذا السعر، فهم غير قادرين على المناقشة وغير قادرين على تحمل الجوع.
وبحسب هذه الصفحات الموالية، فإن النظام يأخذ كميات كبيرة من الخبز لإطعام عناصره، وسحب أكبر كمية ممكنة من خبز الأفران، الأمر الذي يأخذ مستحقات المدنيين في الأحياء من مادة الخبز، وإجبارهم على شراء خبز "حر" بسعر 400 ل.س، بينما سعرها في الأفران النظامية "50 ل.س".
إلى ذلك، علقت سيدة على منشور فساد الخبز، والذي نشرته الصفحات الموالية بالقول: "الشبيح الواقف يضرب النساء والرجال بعصاه مثل الحمار، إلا اذا ضحكت له، أو غنجت له وللفران، عندها يعطيها خبزاً"، وهو ما حدث في فرن حي الحمدانية بحلب.
الجدير بالذكر أن مدينة حلب تشهد فلتاناً أمنياً واسعاً، وتسلطا من قبل عناصر الشبيحة والميليشيات الشيعية على أرزاق المدنيين، بتغطية ودعم من نظام الأسد، الذي يدعي عودة "الأمن والأمان" إلى المدينة، بعد إعادة احتلالها نهاية العام الفائت.