بلدي نيوز – (خاص)
منذ الإعلان عن نية الهيئة العليا للمفاوضات عقد مؤتمر ثان في الرياض، لضم كل من منصتي موسكو والقاهرة؛ والأمور تزداد تعقيداً على المعارضة السورية، والتي باتت على مفترق طرق، بين من يقبل بقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية ومن يصّر على رحيله قبل ذلك.
وقبل أيام، عاد عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بسام الملك إلى "حضن الوطن" كما جاء في نص رسالته المرسلة إلى "هيئة العمل الوطني" والتي مقرها دمشق، معلناً انسحابه من الائتلاف الوطني الذي اعتبره أنه "مرتبط بالخارج" وينفذ "أجندة أمريكية صهيونية".
واعتبر المعارض السوري سمير نشار أن موضوع قبول الأسد "سيكون موضوع التحدي الحقيقي أمام قوى المعارضة والثورة"، متوقعاً في تصريح خاص لبلدي نيوز أن تشهد كيانات المعارضة "تجاذبات وصراعات"، مضيفاً أن ذلك يهدف لـ"محاولة إعادة النظر في موقف الهيئة العليا ربما بعد تبني رؤية سياسية جديدة لبيان الرياض يتم فيه القفز على موضوع عقدة بشار الأسد، التي هي جوهر التوافق الدولي والإقليمي أيضا".
ولفت نشار وهو أمين سر إعلان دمشق إلى أنه يوجد في الهيئة العليا للمفاوضات "نواة صلبة ستقاوم بشدة أي تعديل على رؤية مؤتمر الرياض وكما عبر عنها بيانها"، مشيراً إلى أن الهيئة العليا تعول على "دعم مجتمع الثورة السورية لموقفها بعدم التنازل عن مطلب تنحي الأسد وأيضاً محاكمته لارتكابه جرائم ضد الإنسانية واستخدامه أسلحة محرمة دولياً ضد الشعب السوري".
وختم نشار تصريحه قائلاً: إن هناك "حقيقة مؤلمة يجب مواجهتها"، مضيفاً أن الثورة السورية ومؤيديها هم "بمفردهم الآن وليس لديه أصدقاء أو أشقاء، وعليه أن يقرر مصير ثورته بنفسه، تماماً كما أطلق الثورة بمفرده"، داعياً الجميع لـ"التعبير وبكافة الوسائل المتاحة إعلامياً وسياسياً عن رفضه التنازل عن بيان مؤتمر الرياض" الذي يشترط رحيل الأسد قبل المرحلة الانتقالية.
وأوضحت مصادر خاصة لـبلدي نيوز أن الهيئة العليا للمفاوضات قررت تشكيل لجنة لدراسة التوسعة، وكلفت جورج صبرة برئاسة اللجنة، وأضافت المصادر أن صبرة بعث برسائل لكل من منصتي موسكو والقاهرة للانضمام إلى الهيئة العليا للمفاوضات، واشترط على من يود الانضمام أن "يوافق على بيان مؤتمر الرياض الأول".
وكان المكتب السياسي لتجمع القوى ٢١ في الجيش السوري الحر قد أعلنت في بيان لها "رفض أي اتفاق أو تفاهم أو تسوية سياسية لا يندرج ضمنها أولويتها رحيل بشار الأسد وزمرته وكل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين"، وأضافت أن الحل السياسي يجب أن يرتكز على ثلاث نقاط أساسية وهي "رحيل الأسد ومكافحة الإرهاب وخروج جميع الميليشيات الأجنبية".
وذكر الأمين العام السابق للائتلاف الوطني السوري المعارضة عبد الإله فهد أن "المعارضة المهزوزة والتي لم تقدم شيئا للثورة ولم تكن جزء من الثورة سوف تقبل ببقاء الأسد"، مضيفاً في تصريح خاص لبلدي نيوز أن الأمر المهم هو "بقاء قوى الثورة متماسكة أكثر من توحد المعارضة".
ونوّه فهد إلى أنه لا يوجد توافق على بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية"، وقال "لا أعتقد أنه يوجد توافق على ذلك ولم نسمع هذا الكلام بشكل رسمي وإنما إعلامي"، مبيّناً أن "أمريكا وروسيا تكلموا معنا بأن الأسد أصبح من الماضي.. الدول الإقليمية لم يعد لديها خيارات بالموافقة على بقاء الأسد.. بقاء الأسد بالنسبة لهم تهديد دائم".
وشهدت المناطق المحررة يوم الجمعة تظاهرات عديدة للتأكيد على مطالبهم بنيل الحرية والكرامة وإسقاط نظام الأسد، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالنظام وبهيئة تحرير الشام وجرائمهما.