بلدي نيوز - دمشق (حسام محمد)
تفاوتت خسائر السوريين على مدار السنوات الماضية، فلا تكاد تشاهد عائلة نجت من بطش الأسد وشبيحته والميليشيات الطائفية العابرة للحدود، فمنهم من خسر فلذات كبده، ومنهم من حُرم من الأب أو الأم أو كليهما، وآلاف من السوريين هجروا من مدنهم وفق خطط رسمها نظام الأسد، ووقعت أملاكهم ضحايا لعمليات "التعفيش" وهو مصطلح مرتبط بسرقة قوات النظام والشبيحة لأملاك المدنيين السوريين.
"أبو شهد"، وهو أحد المتضررين من تعفيش قوات النظام، قال لبلدي نيوز "عملت مع زوجتي 21 عاماً بشكل متواصل حتى استطعت تأمين منزل لأطفالنا، وبفضل الله نجحنا بتأمين منزل ومحل تجاري صغير في مدينة خان الشيح بالغوطة الغربية، بعد سنوات من العمل".
وأضاف "المنزل كان بالنسبة لنا قصر من قصور الجنة، لأنه جاء بعد أكثر من عقدين عمل، ولكن ما أن اندلعت الثورة السورية، حتى هاجم الشبيحة المنطقة وسيطروا عليها وطلبوا من مغادرة الحي الذي نعيش فيه، ريثما يتم "القضاء على الإرهابيين".
وأشار إلى أنهم طردوا من منزلهم في أواخر عام 2011، وبعد حصوله على تسوية مؤخرا حاولوا العودة إلى منزلهم، إلا أنهم تفاجئوا أثناء عودتهم بتحويله إلى ثكنة عسكرية، لافتا إلى أن الشبيحة منعوهم من الاقتراب من منزلهم وطردوهم بعد توجيه سيل من الشتائم والسباب لهم.
وتابع "أبو شهد"، "لا أدري ما أقول لأطفالي اليوم، ولكن جوارحي تقول وبقلب محترق، ليتني لم أرَ منزلي بعد المصالحة، ليتني شاهدت المنزل كومة من الأنقاض المدمرة بالبراميل، ولم أرَ هؤلاء الوحوش وقد عاثوا فيه خراباً وتدميراً".
بالمقابل، قالت زوجة "أبو شهد" لـبلدي نيوز "استغرقنا 21 عاماً حتى نجحنا في امتلاك منزلنا، وهم عفشوه بدقائق، ولن يعود الزمان للشباب ولم نعد قادرين على العمل لساعتين، وهذا المنزل هو وطننا وهو الهوية، ولكن نظام الأسد جعل وطنا قبراً لنا ولأحلامنا وأماني أطفالنا، ليت البراميل دمرت المنزل لكان الحال أهون بكثير مما شاهدناه".
وكان النظام دمر العديد من المدن والبلدات في غوطة دمشق الغربية التي ثارت على نظام الأسد، فمدينة داريا على وجه المثال، تتجاوز نسبة الدمار الكلي فيها 80%، والدمار الجزئي في المباني السكنية فنسبته 100%، أما مدينة معضمية الشام فنسبة الدمار الكلي فيها تتخطى 40% والجزئي تقارب نسبته 80% من المنازل والبنى التحتية.