بلدي نيوز - درعا (حذيفة حلاوة)
شُردت مئات العائلات من سكان منطقة البادية السورية، حالهم كحال باقي السوريين الذين يُهجرهم نظام الأسد وقواته وميلشياته المتنوعة، خاصة في ظل اشتعال الجبهات في البادية السورية، وتقدم قوات النظام بتغطية جوية مكثفة من الطيران الروسي.
"أبو عدي" القيادي في جيش "أحرار العشائر" وأحد السكان المحليين من الذين استقبلوا نازحين من ريف السويداء، قال لبلدي نيوز إن "السبب الأساسي لخروج المدنيين من منازلهم بريف السويداء، هو هجمات قوات النظام والميليشيات الإيرانية، باتجاه الريف الشرقي لمحافظة السويداء، فقوات النظام هاجمت بكل وحشية الحجر والبشر في تلك المناطق، ما دفع العائلات إلى الفرار والنجاة بأرواحهم".
وأوضح أبو عدي "العائلات التي نزحت لريف درعا، نزحت من مناطق بئر القصب ومنطقة الأشهيب وشنوان وعليا وتل أصفر والقصر، في ريفي دمشق والسويداء في البادية السورية، التي تقدمت إليها الميليشيات الإيرانية خلال الأسبوعين الماضيين، واستقرت على أطراف بلدات المسيفرة والسهوة والجيزة وبصرى الحرير وبصرى الشام، بريف درعا الشرقي".
وأشار إلى أن "أوضاع النازحين من ريف السويداء سيئة للغاية، فغالبية تلك العائلات التي نزحت لا تملك أية منازل أو حتى خيم من الممكن أن تأويها وأطفالها، ونسبة قليلة منهم فقط هي التي تملك مأوى، ومعظم تلك العائلات لا تملك خزانات لتعبئة مياه الشرب أو الاستعمال اليومي".
ولفت إلى أن "أهم احتياجات المدنيين النازحين في الوقت الراهن، هي الخيم والفرش والملابس، فقد خرجوا من منازلهم دون حمل أي أغراض معهم، فقوات النظام التي تقدمت لتلك المناطق استولت على كل ممتلكاتهم وثرواتهم" منوهاً إلى أن "النازحين يخاطرون بأرواحهم في طريق الهروب الذي يسلكونه، حيث أنهم عبروا أكثر من 100 كيلو مترن سيراً على الأقدام، حيث اعترضت قوات النظام عدداً منهم واعتقلتهم، بينما اُعدم البعض على يد شبيحة النظام والميليشيات المساندة لها، والبعض تم اختطافهم للحصول على فدية، والبعض الآخر لا نعلم مصيره حتى الآن".
وأكد "أبو عدي" أن "أكثر من 60 عائلة موجودة اليوم في مناطق محافظة درعا، والأعداد تزداد بشكل يومي".
يُذكر أن المناطق التي نزح منها سكانها في ريف السويداء، كانت تخضع قبل أسابيع قليلة لسيطرة الجيش الحر، قبل أن تستغل قوات النظام وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، وتسيطر على مناطق واسعة أهمها بئر القصب وتل الأشهيب.