بلدي نيوز – (خاص)
يبدو البؤس واضحاً للعيان على وجوه شخصيات المعارضة السورية التي تقود مفاوضات جنيف في جولتها السابعة، كما إنهم لا يخفون ذلك في تصريحاتهم أمام وسائل الإعلام التي نصبت كاميراتها أمام فندق "رويال" في شارع لوزان محل إقامة المعارضة.
فالمعارضة السورية التي ترى في مفاوضات جنيف الأمل الوحيد لتحقيق مطالبها؛ عجزت عن فتح كوة في جدار عملية الانتقال السياسي الذي أقامه نظام الأسد ومن ورائه جنرالات جيشه ومخابراته، إضافة إلى داعميه الرئيسيين روسيا وإيران.
ولفت عضو في الوفد المفاوض إلى إن ما يحدث هنا في جنيف هو محاولة لإرجاع النظام بكامله إلى البلاد، وقال "يريدون منا مسح كل جرائم النظام وطي صفحة البلاد المدمرة والشعب المهجر"، وأضاف إن "حرية الشعوب اليوم باتت تُدفع ثمناً لأمنها واستقرارها".
وأشار العضو -الذي رفض ذكر اسمه- إلى أن عملية جنيف مسدودة تماماً على الرغم من إنجاز عدد من الملفات بموضوع الدستور والانتخابات خلال المشاورات التقنية التي حدثت، معتبراً أن محاولات المبعوث الدولي لوضع أسس دستورية جديدة لم تحدث فرقاً حتى هذه اللحظة، مرجعاً ذلك إلى تمسك النظام بدستور عام ٢٠١٢ ورفضه أي ورقة دستورية جديدة.
وأوضح دي ميستورا يوم أمس في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية "سبوتنيك"، إنه "يعتزم إجراء 4 جولات تفاوضية أخرى بشأن سوريا هذه السنة"، معرباً عن أمله في أنْ تدخل سورية مرحلة جديدة نهاية العام الحالي".
وأوضح المبعوث الأممي أن "النقاشات الحالية تدور حول الجدول الزمني والعملي لوضع الدستور وليس عن مضمونه". وقال إن "الأكراد جزء أساسي من المجتمع السوري، وبرأيي يجب أن تكون لديهم كلمة بما سيكون عليه الدستور في المستقبل، سواء كان دستوراً جديداً أم إصلاحات للدستور الحالي".
وتابع دي ميستورا "في الوقت الحالي، هناك نقاشات حول جدول وعملية وضع الدستور الجديد وليس عن شكل الدستور بحد ذاته". وقال إنه "عندما يحين الوقت سيكون من الصعب جداً تجاهل الصوت والرأي الكردي السوري". وذكر أنه "حين يبدأ السوريون بمناقشة مستقبل دستورهم فيما بينهم، سيكون حينها واجباً شمل جميع أطياف الشعب السوري في النقاش"، ويجب عدم تجاهل الأكراد السوريين والسماح لممثليهم بالمشاركة في وضع دستور جديد للبلاد.
وحول هذه التصريحات الجديدة على لسان المبعوث الأممي، قال نائب عن المجلس الوطني الكردي -وهو أحد أعضاء وفد المعارضة في جنيف- إن "أمريكا وروسيا اتفقتا على إدخال حزب الاتحاد الديمقراطي إلى جانب المعارضة في جنيف"، وأضاف العضو -الذي رفض الكشف عن هويته- في حديث خاص لبلدي نيوز أن ذلك هو "مكافأة لهم (حزب الاتحاد الديمقراطي) على دخولهم معركة الرقة ومحاربة داعش واقترابهم من طرد التنظيم".
ومنذ انطلاقة الجولة الحالية لم يلتق وفد الأمم المتحدة بوفد المعارضة السورية، ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع الأول لهم اليوم الأربعاء، بينما التقت الأمم المتحدة بوفد النظام على مدار اليومين السابقين، وقالت نائب رئيس الوفد أليس مفرج لبلدي نيوز إن السبب في ذلك يعود إلى تجاوب المعارضة مع الأمم المتحدة وإنجازها العديد من الملفات، على عكس النظام الذي يحاول تعطيل المفاوضات ولم يقدم أي شيء في السلات الأربعة.