بلدي نيوز – درعا (خاص)
يثبت نظام الأسد وحلفاؤه في المنطقة مدى المكر والخداع في فرض وقف إطلاق النار في أماكن محددة يصعب عليه اقتحامها كما جرى في أحياء مدينة درعا التي ظلت عصية على الاقتحام طيلة أسابيع، على الرغم من الإسناد الجوي الروسي والتوافد الكبير للمليشيات الإيرانية واللبنانية للمعركة، وفتح جبهات أخرى هامة له كما جرى صباح اليوم الاثنين في البادية السورية من الجهة الشمالية الشرقية للسويداء.
وشكل هذا الخداع الواضح الذي يتبعه النظام عدم ثقة لدى الشارع في درعا خصوصا وسوريا عموما في أي مقترحات يتم التوافق عليها إقليميا ودوليا وفرضها على الشعب السوري.
"طارق العبد الله" وهو ناشط إعلامي من مدينة درعا، قال لبلدي نيوز متحدثا عن الاتفاق الأخير: "إن قوات النظام والميليشيات الرديفة لم تلتزم بأي اتفاق تهدئة، إذ قصفت أحياء مدينة درعا بقذائف المدفعية ظهر اليوم كما واستهدفت الطريق الواصل بين بلدتي الكرك ورخم، إضافة إلى استقدام النظام لمزيد من التعزيزات العسكرية والميليشيات إلى المنطقة".
وأضاف "العبد الله": "هذه الممارسات تدل على رغبة النظام وميليشياته بعرقلة الاتفاقيات الدولية الرامية لوقف شلال الدم السوري، والمحافظة على ما تبقى من المدن والبلدات السورية المحررة التي تعج بالمدنيين".
بدوره، قال "أبو أمين" وهو رب أسرة من ريف درعا، لبلدي نيوز "إن الهدنة ووقف إطلاق النار هو أمر بات معتادا في سوريا، وأنا وأهلي نرى في أي هدنة فرصة لالتقاط الأنفاس، وإننا على الرغم من هذا نأمل بأي قرار أو ضغط دولي من شأنه الضغط على النظام ووقف شلال الدم".
فيما قال "أبو حذيفة"، وهو مدني من أهالي ريف درعا إن "الأهالي بحاجة كبيرة إلى أن يتوقف القصف الجوي والبري لكي تعود الحياة إلى مناطقهم، ويعود النازحون إلى بلداتهم القريبة من خطوط القتال في درعا والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة"، كما أبدى رغبته في "التوصل إلى نتائج إيجابية في هذه الهدنة فالدماء والقصف تسببت في توقف مظاهر الحياة الطبيعية في معظم مناطق درعا المحررة".
وشهدت جبهات القتال في جنوب سوريا توقف المعارك مع بدء سريان وقف لإطلاق النار بموجب الاتفاق الأردني الأميركي الروسي، مع بعض الخروقات التي قامت بها قوات النظام في المنطقة المشمولة بالاتفاق، ويعتبر هذا الاتفاق الدولي الأول من نوعه على مستوى الجنوب السوري.