بلدي نيوز – إسطنبول (خاص)
المعارضة السورية ترفض تصريحات ماكرون وتعتبرها خلق ذرائع لمغازلة روسيا
بلدي نيوز - (خاص)
اعتبر الأمين العام السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض عبد الإله فهد أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير مسؤولة ولا تنسجم مع موقف فرنسا من القضية السورية، وأضاف فهد في تصريح خاص لـ بلدي نيوز أن "المعلومات التي كانت تصلنا من المسؤولين والدبلوماسيين الغربيين حول المبادرة الفرنسية أنها بهدف إخراج المجتمع الدولي من عنق الزجاجة وليس المعارضة السورية".
وأشار فهد إلى أن المعارضة السورية تتوافق مع فرنسا ومع جميع الدول بشأن الدور الروسي في الحل السياسي، وعلى أنها جزء أساسي من الحل، مؤكداً أن هذا الحل لا يجب أن يكون على حساب تضحيات الشعب السوري.
وقال ماكرون في مقابلة مع ثماني صحف أوروبية نشرت اليوم الخميس: "منظوري الجديد في شأن هذه المسألة هو أنني لم أقل إن رحيل بشار الأسد شرط مسبق لكل شيء لأني لم أر بديلاً شرعياً". وأضاف أن الأسد "عدو للشعب السوري، لكن ليس عدواً لفرنسا" وأن أولوية باريس "التزام محاربة الجماعات الإرهابية وضمان ألا تصبح سوريا دولة فاشلة"، معترفاً بأن موقفه يعني تعديلاً في موقف باريس.
وتعتبر باريس من الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية التي تطالب برحيل الأسد. ورغم تراجع الإصرار على ذلك بعد الاعتداءات التي شهدتها فرنسا منذ 2015 فإن النهج الرسمي كان يقول إن الأسد "لا يمكن أن يمثل مستقبل سوريا".
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات هي أقرب إلى موقف روسيا التي تكرر دائماً أنه "لا يوجد بديل مناسب من الأسد على الرغم من ارتكابه العديد من الأخطاء"، حسب وصف الرئيس الروسي فلادمير بوتين.
وقال مصدر من المعارضة السورية في حديث خاص لـ بلدي نيوز إنه "بعد لقاء عدد من الاجتماعات في باريس الأسبوع الماضي، وجد تفاوتاً ما بين ما سمعه من دبلوماسيين في وزارة الخارجية الفرنسية وما ورد على لسان مسؤولين في الإليزيه".
ووصف المصدر التعليقات في الإليزيه بـ "أنها كانت شبيهة إلى حد ما بالاستماع إلى مسؤولي إدارة أوباما، مع عدم وجود رؤية واضحة، وأنها تمحورت حول محاربة الإرهاب ومعالجة الوضع الإنساني بالدرجة الأولى في إطار طرح مقاربات للحل".
ولفت المصدر إلى أن هذا الموقف الجديد لفرنسا "يملي على قيادة المعارضة العمل على محاولة الحوار مع المسؤولين الفرنسيين بأسرع وقتت للتأثير على وجهات نظرهم قبل أن تتحول إلى سياسة راسخة".
وقال رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف نصر الحريري إنه "إذا كان هناك من يملك الشجاعة لإيجاد الحل في سوريا فعليه أن يخرج ويقول لم نستطع القيام بشيء بدلاً من اختلاق الذرائع"، وأضاف أن بشار الأسد ونظامه ارتكبوا جرائم حرب راح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين.
ونقل موقع الائتلاف الوطني عن الحريري خلال لقائه مع وفد بريطاني في إسطنبول أن المفاوضات في جنيف باتت مختصرة على وجود طرف مؤمن بالحل السياسي وإيجابي ويعمل جاهداً لإيجاد هذا الحل، مقابل طرف لا يريد هذا الحل ويحاربه بدعم من حلفائه، وفي ظل وجود وسيط (الأمم المتحدة) عاجز عن تحمل مسؤولياته، لافتاً إلى أن النظام يرفض حتى الآن أي تعاطي حقيقي مع العملية السياسية الجارية في جنيف، وارتكب جرائم حرب غير مسبوقة في العصر الحديث.
كما أكد الحريري على أن الشعب السوري سيواصل كفاحه ونضاله ضد نظام الأسد الديكتاتوري، مشدداً على أن هذا الكفاح لن يتوقف حتى نيل "الحرية والكرامة التي نادى بها شعبنا وضحى من أجلها مئات الآلاف".