بلدي نيوز- ( أحمد عبد الحق)
تعرضت بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، لحملات قصف مستمرة من الطيران الحربي للنظام وحلفائه، وقصف مدفعي عنيف من شبيحة النظام في بلدة معان الموالية، وذلك بسبب الموقع الذي وجدت فيه البلدة على خط التماس بين مناطق سيطرة قوات النظام بريف حماة الشمالي الشرقي والمناطق المحررة بريف إدلب الجنوبي.
فنالت البلدة نصيبها من القصف الجوي والمدفعي، مسجلة عشرات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة وقذائف المدفعية بشكل يومي، فقلما غابت طائرات النظام وروسيا عن أجواء البلدة، التي تعتبر أكبر ناحية في الريف الجنوبي لإدلب يبلغ تعداد سكانها قرابة 20 ألف نسمة.
ونتيجة ما عانته البلدة من قصف مستمر طوال خمس سنوات مضت والتي سقط خلالها عدد هائل من الشهداء في البلدة، أجبر الآلاف من أهالي المدينة على مغادرة منازلهم وممتلكاتهم، والبحث عن ملاذ آمن بعيداً عن قصف النظام الذي لم يتوقف على بلدته ولو ليوم واحد، حيث عانوا التشرد والبؤس طوال سنوات عدة.
فخلف قصف النظام دماراً كبيراً فيما نسبته 85 بالمئة من المرافق الخدمية والمدارس ومنازل المدنيين بشكل كامل، فيما تضرر ما بقي من المنازل بأضرار كبيرة.
ومع انخفاض حدة القصف ضمن اتفاق "خفض التصعيد"، عاد جزء من أهالي البلدة إلى منازلهم المدمرة، في محاولة محفوفة بالمخاطر لإنهاء سنين التشرد، حيث نظم أهالي المدينة اليوم الجمعة، مظاهرة في البلدة وعلى أنقاض منازلها المدمرة، رفعوا لافتات أكدت على استمرار الثورة ومطالب الثوار في الحرية وإسقاط النظام، ورفعت أعلام الثورة بقوة من جديد بعد أن منع النظام بقصفة أي مظاهرات حاشدة من الخروج في ميادين المدينة.
عودة بعض الأهالي إلى البلدة يشوبها تخوفهم العميق والمبرر من مغبة العودة لبلدتهم، خشية من تجدد القصف المدفعي والجوي في حال قرر النظام الهجوم على إدلب أو مجرد قصفهم جرياً على عادته خلال السنوات الماضية، فيما يتطلعون للغد الذي يمكنهم فيها العودة لمنازلهم وإعادة بنائها، بعد إسقاط النظام وتوقف القصف بكل أشكاله لتعود المدينة لحياتها الطبيعة بعد سنين من الفراق والألم.