بيد التنظيم.. النظام يضحي بالسلمية على مذبح جنيف - It's Over 9000!

بيد التنظيم.. النظام يضحي بالسلمية على مذبح جنيف

بلدي نيوز – السلمية (خاص)
مع بداية انطلاق الحراك السلمي للثورة السورية بدايات عام ٢٠١١ واشتراك معظم فئات الشعب السوري وطوائفه، كانت الطائفة الإسماعيلية من أكثر المتحمسين للثورة السورية، وشاركت منها شريحة كبيرة في المظاهرات في المناطق الأكثر كثافة سكانية التي يتواجدون فيها كالسلمية ومصياف بريف حماة.
ولقي أبناء السلمية ما لاقته بقية شرائح المجتمع السوري من انتقام النظام، الذي أدخل جيشه وشبيحته إلى المدينة، حيث اعتقل المئات من نشطاء المدينة ولاحق الآلاف وتسبب بمضايقات جمة لعائلاتهم، الأمر الذي أسفر عنه هجرة ما يزيد عن عشرة آلاف شاب من أبناء السلمية عبر المناطق المحررة إلى تركيا ودول الإتحاد الأوروبي.
هذه الهجرة زادت من أحقاد رأس النظام الذي ضاعف من الضغوطات على الأهالي، ليسلط ميليشياته التي يتزعمها "مصيب السلامة" شقيق اللواء أديب سلامة رئيس فرع المخابرات الجوية في حلب حينذاك، وهو من الطائفة العلوية، وبالتعاون مع عائلتي "دردر وخلوف" وعائلة "اليونس" من الصبورة وميليشيات تابعة للطائفة العلوية من قرى خنيفس وسنيدة، حيث أعطى السلامة لهذه الميليشيات مطلق الصلاحيات من خطف وسرقة وقتل وابتزاز ممنهج بحق الأكثرية الإسماعيلية في السلمية، التي أصبح يطلق عليها أبناء المدينة "شيكاغو" نسبة إلى ارتفاع الجريمة وانتشار الممنوعات وعمليات الخطف للشبان والشابات والممارسات العلنية اليومية التي تمارسها الميليشيات بتفويض من النظام.
ومع دخول الثورة السورية منعطف الحراك العسكري ووصول الثوار إلى الأطراف الغربية والشرقية لمدينة السلمية، هاجم تنظيم "الدولة" فصائل الجيش الحر وسيطر على معظم الريف الشرقي للسلمية وصار متاخماً للنظام، وبدأت العلاقات التجارية من تبادل للسلاح والنفط والحبوب عبر ميليشيات الصبورة التي يديرها وسيط يدعى (القاطرجي) وهو شاب من مدينة حلب ويعمل كغطاء للأعمال غير الشرعية التي يقوم بها مصيب سلامة ومحمد اليونس قادة ميليشيا الجوية في السلمية والصبورة .
ومع تحسن العلاقة بين نظام الأسد وتنظيم الدولة تفرغ النظام للانتقام من معارضيه الإسماعيليين، فعند كل نية لأبناء السلمية بالعصيان أو التجمع والتظاهر ضد ميليشيات السلامة يقوم الأخير بإرخاء جبهات القرى الإسماعيلية كالمبعوجة وعقارب الصافي وتلتوت وبري الشرقي، فيقوم التنظيم بالهجوم على المناطق الأخيرة وقتل العديد من أبناء القرى الأخيرة بحجة أنهم من أفرع الطائفة العلوية "النصيريين"، والتي كانت آخرها مجزرة المبعوجة ربيع عام ٢٠١٥ والتي قتل فيها العشرات من أبناء القرية، فينشغل أبناء السلمية بـ"البعبع" الجديد الذي أصبح على أطراف قراهم، الأمر الذي جعل المئات من أبناء السلمية ينضمون إلى ميليشيا الدفاع الوطني بقيادة عضو مجلس الشعب فاضل الوردة، وبحجة أن عملهم في الدفاع الوطني يهدف للتخفيف من وطأة ممارسات الأقلية العلوية في السلمية والدفاع عن النفس ضد خطر التنظيم الرابض على التخوم الشرقية للسلمية والقرى التابعة لها.
ومع الممارسات الأخيرة والأخطار التي باتت تعيق الإسماعيليين في السلمية وتوريط الفئة الصاعدة من شبانهم بالعمل بميليشيات النظام، أصبح النظام يأمن جانب ثورة الإسماعيليين ضد ممارسات شبيحته، وباتت الأقلية الإسماعيلية ورقة في يد نظام الأسد يستخدمها حيثما يشاء وبالطريقة التي تناسبه .
ومع اقتراب مؤتمر جنيف، وكعادة النظام، فإنه يصعد من المجازر ليلصقها بقوات المعارضة السورية ويتظلم فيها بالمحافل الدولية، ولكن هذه المرة كان تنفيذ السيناريو المرسوم من قبل الوجه الآخر للنظام، فقد سحب النظام وميليشيات السلامة العشرات من الآليات والعناصر من خط المبعوجة وعقارب الصافي بشكل مفاجئ إلى داخل بلدة الصبورة، تلاه بشكل مباشر هجوم التنظيم المباغت على القريتين وقتل حوالي ١٥ مدنياً من أبناء الطائفة الإسماعيلية بينهم عدة أطفال والانسحاب بشكل مفاجئ من القرية، وعودة القوات التي تم سحبها قبل يومين إلى الصبورة إلى مسرح الجريمة وتصوير الجرائم التي ارتكبها التنظيم في حق مدنيي القريتين ونشره على معظم وسائل التواصل بغية إلصاق الأمر بالثوار في المناطق المحررة.
يذكر أن "لواء الأقصى" الذي ترك خلفه جريمة نكراء بحق عناصر الجيش الحر في ريف حماة الشمالي كان هو رأس الحربة في الهجوم على القريتين، الأمر الذي يزيد من تأكيد تماهي التنظيم مع النظام في الضغط على كل من يلوح بالضغط سواء العسكري أو الشعبي ضد نظام الأسد وبشتى الأساليب الدموية والبكاء والتظلم عليهم في المحافل الدولية والمؤتمرات .

مقالات ذات صلة

منصتا موسكو والقاهرة تتفقان على رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية