بلدي نيوز – حمص (صالح الضحيك)
شهدت محافظة حمص تفجيرات عدة استهدفت مواقع لنظام الأسد، وعقب كل تفجير كان يتبناه غالبا تنظيم "الدولة" في كل مرة، إلا أنه من المعروف أن المستفيد الأول من هذه التفجيرات هو النظام، حيث يقوم بالترويج بأن من قام بهذه التفجيرات هم الثوار الذين يصفهم بالإرهابيين.
وقد نشرت وكالات أنباء وصفحات إخبارية موالية للنظام أنه تم إلقاء القبض على امرأة، قالوا إنها من الريف الشمالي لحمص (بلدة الدار الكبيرة) في حي عكرمة الموالي أثناء زرعها عبوات ناسفة، حسب وصفهم، دون ذكر اسمها أو التعريف عنها، وقد أثار ذلك المؤيدين وتعالت الأصوات المطالبة بإعدامها.
وفي الوقت ذاته، ذكرت إحدى الصفحات الموالية للنظام عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن المرأة التي قبض عليها مشتبه بها فقط، ولم يجدوا بحوزتها أي مواد متفجرة أو عبوات ناسفة، وهذا يؤكد أنها تبقى مجرد اتهامات.
وبهذا الصدد، قال الناشط الإعلامي "أنور أبو الوليد":" لا يوجد إلا معبر واحد فقط يربط الريف الشمالي بمناطق النظام، وهذا المعبر يوجد عليه حواجز كثيرة تقوم بتفتيش دقيق جدا للداخل والخارج ومن المستحيل إدخال مواد متفجرة إلى مناطق النظام عبر هذه الحواجز التي بدورها تتبع لأكثر من جهة أمنية، بالإضافة إلى حواجز اللجان الشعبية".
وفي لقاء خاص مع أحد المدنيين من ريف حمص الشمالي (رفض الكشف عن اسمه) قال: "أرتاد مناطق سيطرة النظام بشكل مستمر لتلقي العلاج، وجلب بعض الأدوية اللازمة لانعدام وجودها في الريف المحاصر".
وأضاف: "لولا مرضي ما كانت لأقصد أماكن النظام بسبب المعاملة السيئة التي أتعرض لها من قبل الحواجز المنتشرة داخل الأحياء الموالية خاصة".
ونوه إلى أنه أصبح يخشى على نفسه الذهاب إلى تلك المناطق، خوفا من إلصاق أي تهمة باطلة به.
الجدير بالذكر أن ريف حمص الشمالي محاصر منذ خمس سنوات تقريبا، ويقطنه حوالي ثلاثمائة ألف نسمة ولا يخرج منهم إلى مناطق سيطرة النظام إلا الموظفون وأصحاب الأمراض المزمنة، أو من له حاجة شديدة، بسبب التشديد الأمني عليهم والخوف من تلفيق التهم لهم.
