بلدي نيوز – حمص (أسامة أبو زيد)
يتابع نظام الأسد خطته في عملية التهجير والتغيير الديمغرافي في مدينة حمص، في الوقت الذي يفرض على الراغبين بالعودة إلى منازلهم المدمرة سلسلة من الشروط التعجيزية.
حيث يدخل سكان أحياء حمص في دوامة كبرى، من خلال طلبات ومعاملات يبدأ صاحبها بتنفيذ إجراءاتها ومتابعة أوراقها في المحافظة والبلدية والسجل العقاري لتصل أخيراً إلى الحصول على الموافقة الأمنية لطلبهم، فيذهب صاحب المنزل إلى أحد الفروع مصطحباً معه أوراقه ودفتر أسرته، وتبدأ معه رحلة الأسئلة عن ابنه فلان وفلان أين هم ماذا يعملون وما هو لقبهم خصوصاً من عمره تحت الأربعين.
بقلب محروق تحدث العم "أحمد" البالغ من العمر 69 عاماً لـ "بلدي نيوز" قائلاً: "أسكن في حي الغوطة في بيت بالأجرة وأدفع 50 ألف ليرة سورية شهرياً، ومنزلي أمام عيني في حي جورة الشياح المحاذي لحي الغوطة ولا أستطيع الوصول إليه".
وأضاف "أحمد": "حاولت العودة لمنزلي واصطحبت أوراقي، فطُلب مني الحصول على موافقة أمنية وعند مراجعتي أحد أفرع النظام قال لي الضابط (بدك بيتك جيب ابنك وتعال) قالها وهو يسخر مني عن أحد أولادي المطلوب لخدمة العلم وهو يعلم أني لن أحضره ولن أعود لمراجعته أبداً"..
وتابع "أحمد": "حاولنا مراراً أنا وزوجتي العودة لمنزلنا ليؤوينا ولم نستطع، وما زلنا ننتقل هنا وهناك ومنزلنا أمام أعيننا لا نستطيع الوصول إليه".
ولم تقتصر ممارسات النظام على ذلك، بل تجاوزت الوصف خصوصاً بعد إسكان عائلات الشبيحة وأسرهم في أحياء حمص، وإذا ما أراد أصحاب المنزل العودة إليه فإنها ممكنة ولكن على مسؤوليتهم الشخصية وهو تهديد مبطن بالقتل".
فيما يستمر النظام بعملية استبدال سكان أحياء حمص الخمسة عشر متمثلةً بـ"دير بعلبة، البياضة، كرم شمشم، كرم اللوز، الخالدية، القصور، القرابيص، جورة الشياح، الحميدية، بستان الديوان، وادي السايح، جب الجندلي، باباعمرو، جورة العرايس، وأخيراً الوعر", يضاف لهم حمص القديمة وأبوابها السبعة "باب الدريب، باب السباع، باب هود، باب المسدود، باب التركمان، باب تدمر، باب السوق وهو مركز مدينة حمص" والتي لم يعد يقطنها أحد إلا المرضي عنهم من قبل عصابات الأسد وبعض عوائل المرتزقة التي جلبها النظام لمدينة حمص من كل حدب وصوب.
وقد أفاد بعض سكان المناطق المجاورة للأفرع الأمنية أن نظام الأسد بعد التفجيرات الأخيرة التي طالت أفرعه يقوم بتأمين منازل قريبة من الأفرع الأمنية داخل مدينة حمص لضباطه وعناصره، ويقوم بإسكانهم فيها بحجة غياب أصحابها، أو تورطهم بعمل ثوري.