روسيا وإيران تهددان أمريكا.. هل يرد "ترمب" بهجمة صاروخية! - It's Over 9000!

روسيا وإيران تهددان أمريكا.. هل يرد "ترمب" بهجمة صاروخية!

بلدي نيوز – (تركي مصطفى)

لم يستغرق الأمر أكثر من ساعة على إلقاء طائرة تابعة لنظام الأسد القنبلة الكيماوية على خان شيخون ليقضي حوالي مئة ضحية خنقا بغاز السارين إضافة لأكثر من 400 مصاب في مدينة خان شيخون, لتدخل المنطقة بعدها في تجاذبات دولية سياسية وميدانية زادت من ارتداداتها الصواريخ التي أطلقت من المدمرتين الأميريكيتين "بورتر" و"روس" في شرق المتوسط فجر الجمعة 7 نيسان 2017 مستهدفة مطار "الشعيرات" العسكري في ريف حمص، وقد حملت الصواريخ علاوة على شدة انفجارها رسائل أميركية للروس والإيرانيين بأن الرئيس دونالد ترامب لا يكتفي بالأقوال بل يقرنها بالأفعال, بخلاف ما قام به الأسد في مجزرة الكيماوي عام 2013 عندما كان الرئيس باراك أوباما سيد البيت الأبيض.

بيان روسي إيراني خطير!
أيقظت تلك الصواريخ محور حلفاء نظام الأسد "روسيا وإيران" اللتين هللتا لموقف ترامب من حليفهما قبل الرد الأميركي على مجزرة الكيماوي في خان شيخون ليصدرا اليوم الأحد بيانا تصعيديا مشتركا جاء فيه:
"إن العدوان الأميركي على سوريا هو تجاوز خطير واعتداء سافر على سيادة الشعب والدولة السورية وهو مدان. وإن هذا العدوان هو تمادٍ كبير للظلم والجور على سوريا".
وأضاف البيان: "نستنكر أي استهداف للمدنيين أياً كانوا، وما جرى في خان شيخون مدان أيضاً، رغم إيماننا أنه فعلٌ مدبر من بعض الدول والمنظمات، لاتخاذه ذريعة لمهاجمة سوريا"،
وفي إشارة إلة الولايات المتحدة، قال البيان: "إن من يدعم الجماعات الإرهابية المسلحة ويدرّبها ويمولها كـ(داعش) و(النصرة) وملحقاتهما من التكفيريين، ويدعم المعتدي على الحقوق المشروعة لشعوب المنطقة واستخدم عشرات المرات الفيتو ضد حقوق الشعب الفلسطيني، لا يحق له أن يقدم نفسه مدافعاً عن حقوق الإنسان، ويدعي الغيرة على كرامة شعوب المنطقة، خاصة في سوريا والعراق وفلسطين".
لينتقل البيان إلى التصريح بالقول: "إن أميركا المتغطرسة لم تنتظر إذناً من أحد، ولم تحترم الدول المنضوية تحت قبة الأمم المتحدة، وقبل أن تصدر نتائج التحقيق في قضية خان شيخون، قامت بمهاجمة سوريا. إننا لسنا غافلون عما تسعى إليه أميركا لتحقيقه في شمال سوريا وشمال غرب العراق، ويجب أن يعلموا أننا نرصد كل خطواتهم وتحركاتهم ونتابعهم بدقة، وأن محاولتهم السيطرة على تلك البقعة الجغرافية، تجعلهم قوات غير شرعية لاحتلال أراضٍ سورية ذات سيادة".
وفي رد مفاجئ وغير متوقع، قال البيان الروسي الإيراني: "إن ما قامت به أميركا من عدوان على سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء، فمن الآن وصاعداً سنرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان، وأميركا تعلم قدراتنا على الرد جيداً. روسيا وإيران لن تسمحا لأميركا أن تهمين على العالم وتفرض نظام القطب الواحد عبر استمرار العدوان المباشر ضد سوريا عن طريق خرق القوانين الدولية، والعمل خارج إطار الأمم المتحدة، وستقفان في وجه أميركا بكل قوة ولو بلغ ما بلغ".
وختم البيان بالقول: "رداً على هذا العدوان المجرم، نحن كحلفاء سوريا سنزيد من دعمنا للجيش العربي السوري، والشعب السوري الشقيق بمختلف الطرق".

ماذا بعد البيان؟

أولى مدلولات بيان حلفاء الأسد، حفظ ماء وجه الروس والإيرانيين الذين اعتادوا على سياسة التخاذل "الأوبامي" بعد أن دفنتها صواريخ التوماهوك التي صفق لها الأميركيون قبل سواهم في تغير واضح في قوانين اللعبة على الأرض السورية التي تركت آثارا سياسية عميقة على موسكو بعدما غرق فلاديمير بوتين في أحلام عظمته ليستيقظ على أضرار فادحة حاول مستشاروه امتصاصها بالإيحاء أن البنتاغون أعلمهم مسبقا بالعملية العسكرية رغم تكذيب البيت الأبيض لهم, وقصارى الرد الروسي ما صرح به عجوز السياسة لافروف الذي يأمل ألا تتضرر العلاقات مع واشنطن.
الإيرانيون الذين ارتعدت فرائصهم بعد مجزرة خان شيخون نددوا بمرتكبها متهمين المعارضة, فكانت الصواريخ إنذارا مباشرا بأنها تصل إلى قواعدهم في سوريا والعراق واليمن والخليج العربي.
بيان اليوم رغم كل ما يحمله من صراخ وما سنسمعه في قادم الأيام لا يتجاوز تكرار سيناريو مجزرة الغوطة عام 2013 عندما ارتعدت أوصال فلاديمير بوتين لمجرد تهديد ووعيد أوباما, فكيف سيتعامل بوتين مع الرئيس الحالي الذي يقول الأميركان إن حركته غير قابلة للتنبؤ؟.
إن البيان الذي يحمل تصعيدا روسيا إيرانيا لا يتجاوز التصعيد الكلامي, والدليل على ذلك أن صواريخ s 400 الروسية لم تعترض صواريخ التوماهوك, والبيان يعيد للأذهان بيانات موسكو في صيف العام 1982م في الحرب التي شهدها لبنان وخلالها قامت واشنطن وتل أبيب بتدمير طائرات ودفاعات جيش الأسد في سماء وأرض لبنان واكتفت وقتها روسيا بالتنديد, وإيران بوصف الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر.

وعن بيان محور حلفاء الأسد صرح لبلدي نيوز الصحفي اللبناني فداء عيتاني بالقول: "لا جديد في هذا البيان سوى تواصل الإيرانيين بضباط الأسد لرفع معنوياتهم, كما بادر روحاني للاتصال بالروس ليتحدث عن المواجهة والجهوزية العسكرية والاستعداد والانتصار, وهذا يحمل معنى واحدا: استيعاب الصدمة المعنوية عند الهيكل السوري, ومنعه من التهالك, وإشعاره بأن الإيرانيين من خلال تواصلهم مع الروس لن يسمحوا في حال ضربات أخرى تؤثر على عمق النظام، مع أن الإيرانيين انتظروا 12 ساعة بعد قصف مطار الشعيرات ليفهموا حجمها وحدودها قبل أن يصدروا أي بيان, بمعنى أن الرعب يتملكهم في حال امتد القصف لمطارات أخرى, خاصة مع دعوة واشنطن ضرورة إخراج إيران من سوريا".

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن