بلدي نيوز - دمشق (حسام محمد)
أنهى نظام الأسد التكهنات حول مشروع "التهدئة المؤقتة" المزمع دخولها حيز التنفيذ صباح اليوم الخميس، التاسع عشر من شهر تشرين الثاني-نوفمبر في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في ظل استمرار سياسة الدم والتدمير التي تخيم على أروقته العسكرية منذ اندلاع المظاهرات السلمية مطلع عام 2011.
ونقلت مصادر الرسمية وغير الرسمية رفضها لأي مشروع تهدئة مع الثوار في الغوطة الشرقية، كما توعد النظام أهالي الغوطة الشرقية بالقول "لا هدنة في الغوطة الشرقية والنار بيننا وبينكم"، كما أكد على استمرار الغارات الروسية على مدن وبلدات الغوطة، وكذلك أشار إلى حشد قواته على تخومها بغية البدء بحملة عسكرية برية.
وكانت عدة مصادر موالية للنظام ومصادر تابعة للثوار، قد تداولت أخباراً تفيد بمشروع تهدئة سيتم تطبيقه في الغوطة منذ صباح اليوم، ويستمر لمدة 15 يوماً، يتخلله فتح للمعابر وفك جزئي للحصار وإدخال المساعدات إلى المحاصرين في الغوطة منذ سنوات.
صفحة "دمشق الآن" الموالية للنظام نقلت عن مصدر وصفته بـ "رفيع المستوى" في النظام قوله، "بأن الحديث عن هدنة في الغوطة الشرقية مع الميليشيات المسلحة سابق لأوانه وهو مرفوض بالأخص كون الجيش في وضع مرتاح جداً بالأخص على جبهات الريف الدمشقي".
وأضاف المصدر، مشروع وقف إطلاق النار أو الهدنة لن يتم الآن، ولا يوجد تغييرات في العمليات العسكرية والقتالية على الجبهات، مشيرةً إلى حملة عسكرية ستسمر ضد الغوطة الشرقية من ثلاثة محاور، كما أكدت المصادر استمرار الغارات الجوية للطيران الحربي الروسي على الغوطة دون توقف.
بدوره المستشار القانون للجيش الحر "أسامة أبو زيد" أورد على صفحته ما أسماه توضيح رقم (1) حول مشروع التهدئة المؤقتة في الغوطة الشرقية وقال: "غدا تبدأ مبادرة إثبات حسن نية يضمن فيها الروس عدم قيام النظام بقصف الغوطة الشرقية أو استهدافها بأي سلاح لمدة ١٥ يوما، بعد إثبات حسن النية يتحدد موقف الثوار من إقرار وقف الإطلاق النار من عدمه".
وفي توضيح جديد لذات المصدر حمل الرقم (2) قال أبو زيد: وقف إطلاق النار يعني وقف كل العمليات القتالية والسماح بعبور المساعدات الإنسانية لمدة متفق عليها، وليس اتفاق سلام طويل الأمد"، وأشار في توضح ثالث، بإمكانية شمولية الاتفاق الحاصل في الغوطة الشرقية مناطق أخرى محاصرة من قبل النظام السورية.
وعلى صعيد الوضع الداخلي في الغوطة الشرقية عقب الحديث عن الهدنة، كانت النتائج متباينة بين الأهالي بحسب ما أكده مصدر ميداني من داخل الغوطة لـ "بلدي نيوز" رفض الكشف عن اسمه حيث أفاد، قسم من المحاصرين استقبل الحديث عن مشروع وقف إطلاق النار بالسعادة، بعد أيام عصيبة حملت الموت لمئات المدنيين من أبناء الغوطة، ووجدوا فيها متنفس مؤقت من الموت، كما رأى قسم أخر بأن الهدنة هي مشروع رخيص وغير مقبول أمام دماء الشهداء والتضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الغوطة في سبيل الحصول على الحرية والعيش الكريم.
أما على الصعيد الإعلامي، فقال المصدر الميداني، "لم يخرج أي تشكيل عسكري للثوار بأي تصريحات صحفية أو بيانات تؤكد أو تنفي مشروع الهدنة أو تبين موقفها"، مشيراً إلى إن الساعات المقبلة قد تشهد ظهور إعلامي لبعض التشكيلات لتبين موقفها الرسمي من المشروع الذي ضجت به وسائل التواصل الاجتماعي.