بلدي نيوز- (متابعات)
رفض مسؤولون أمريكيون تأكيد روسيا، أمس الأربعاء، أن المعارضة السورية هي التي تتحمل المسؤولية عن هجوم بغاز سام على مدينة خان شيخون بريف إدلب، وليس نظام الأسد، وألمحت إلى تحرك أحادي محتمل إزاء ما وصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه "إهانة رهيبة للإنسانية".
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، إن الهجوم "تجاوز خطوطا حمراء كثيرة" في إشارة إلى تهديد سلفه باراك أوباما، بالإطاحة بالأسد بغارات جوية إذا استخدم مثل هذه الأسلحة، حسب وكالة رويترز.
و أكد "ترمب" أن الهجوم الكيمائي "فظيع" و "لا يوصف"، وبسؤاله عما إذا كان يعمل على صياغة سياسة جديدة بشأن سوريا قال ترامب للصحفيين "سوف ترون".
ولم يتضح ما الإجراء الذي سيتخذه ترمب، ووسعت التصريحات التي جاءت بعد أيام قليلة من إعلان واشنطن، أنها لم تعد تركز على الإطاحة بالأسد من السلطة.
وألقت دول غربية بينها الولايات المتحدة المسؤولية على قوات النظام، في أسوأ هجوم كيماوي في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات.
وقال مسؤولون من المخابرات الأمريكية استنادا إلى تقييم أولي أن الوفيات نتجت على الأرجح عن غاز السارين، وهو من غازات الأعصاب، الذي أسقطته طائرة تابعة للنظام على مدينة خان شيخون يوم الثلاثاء، وأفاد مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية بأن واشنطن لم تتأكد بعد من أنه غاز السارين.
بالمقابل قدمت موسكو تفسيرا بديلا من شأنه أن يحمي الأسد، هو أن الغاز السام واقع تحت يد المعارضة وتسرب من مخزن أسلحة تابع لها استهدفه قصف من طيران النظام.
وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض تحدث شريطة عدم نشر اسمه إن التفسير الروسي لا يحمل أي مصداقية، وأضاف "نحن لا نصدقه".
واقترحت واشنطن وباريس ولندن مسودة قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يلقي باللوم على نظام الأسد، لكن وزارة الخارجية الروسية وصفت القرار بأنه "غير مقبول" وإنه يستند على "معلومات زائفة".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو ستحمل المعارضة مسؤولية الهجوم السام، مما يشير إلى احتمال استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار.
بدورها أصدرت السفيرة الأمريكية لدى المنظمة الدولية نيكي هيلي تهديدا على ما يبدو بالقيام بعمل أحادي إذا لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن من الاتفاق على التحرك.
وأضافت أمام المجلس دون أن تخوض في التفاصيل "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا."
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية، إن أحد المستشفيات التابعة لها في سوريا عالج مرضى "ظهرت عليهم أعراض مثل اتساع حدقة العين وتشنج العضلات... تتسق مع أعراض التعرض لغاز أعصاب سام مثل السارين"، وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن الأعراض تتسق مع التعرض لغاز من غازات الأعصاب.
ووصف حسن حاج علي القيادي جيش إدلب الحر، التفسيرات الروسية للمجزرة واتهام المعارضة بالمسؤولية بأنه "كذبة".
وقال لذات الوكالة إن "الكل شاهد الطيارة وهي تقصف بالغاز ونوع الطيارة"، مضيفاً "المدنيين الموجودين كلهم يعرفون أن المنطقة لا يوجد فيها مقرات عسكرية ولا أماكن تصنيع" تابعة للمعارضة.
وشدد القيادي في الجيش الحر على أن"المعارضة بمختلف فصائلها غير قادرة على صناعة هذه المواد."
وهذه أول مرة تتهم فيها واشنطن الأسد باستخدام غاز السارين منذ 2013 حينما لقي مئات الأشخاص حتفهم في هجوم على إحدى ضواحي دمشق، وقالت واشنطن آنذاك إن الأسد تجاوز "خطا أحمر" حدده الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما.
وهدد أوباما بشن حملة جوية للإطاحة بالأسد لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة بعد أن وافق بشار الأسد، على التخلي عن ترسانته الكيماوية، بموجب اتفاق توسطت فيه موسكو وهو قرار قال ترمب منذ فترة طويلة إنه أثبت ضعف أوباما.