بلدي نيوز – (خاص)
مع انتهاء الجولة الحالية من مفاوضات جنيف ناقشت الوفود السورية السلال الأربع التي طرحها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأكد رئيس الوفد المفاوض نصر الحريري على تمسّك المعارضة بمبدأ رحيل بشار الأسد، أساسًا لأي حلّ سياسي، فيما يحاول النظام البقاء في مناقشة سلة مكافحة الإرهاب وتوظيفها لصالحه.
وقال الحريري في مؤتمر صحفي من مقر الأمم المتحدة في جنيف إن "إفلات النظام من الحساب حتى الآن ساهم في تماديه في انتهاك حقوق السوريين"، وفيما يخصّ سير العمليّة التفاوضيّة حتى اللحظة، أوضح الحريري: "بحثنا الإجراءات الأمنية التي ستطبق خلال المرحلة الانتقالية، وبحثنا الإجراءات الانتخابية في نهاية المرحلة الانتقالية، وقدمنا رؤيتنا عن الانتقال السياسي إلى المبعوث الأممي"، مؤكّدًا رغم ذلك، على أن المعارضة لا تريد أن تستمر بالمفاوضات مع الأمم المتحدة بغياب شريك حقيقي.
ولفت الحريري إلى أن النظام يرفض بحث أي قضية باستثناء "مكافحة الإرهاب"، معتبراً أن "إخراج إيران وبقية المليشيات هو شرط أساسي لعودة الاستقرار"، وتسعى المعارضة السورية إلى الدفع نحو إعلان دستوري ينظم العمل في مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية، حيث يتم خلالها إعداد دستور جديد يستفتى عليه الشعب قبل اعتماده.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد رمضان إن "ما يحدث حتى الآن يندرج تحت بند المحادثات بين الوفود والأمم المتحدة وليس بين الوفود نفسها"، مضيفاً في تصريحات خاصة لبلدي نيوز أن المفاوضات الجدية لم تبدأ بعد، وأن الأمم المتحدة لم تطرح جدول أعمال متفق عليه يناقش بشكل متواز.
وأعلن دي ميستورا، أمس الجمعة، انتهاء الجولة الخامسة، مشيراً إلى أن تقدماً حصل في جوهر المفاوضات حول الانتقال السياسي، ومع ذلك فإنه "لا يجب المبالغة في التوقعات حول النتائج"، وكان قد طرح أربع سلال للتناول وهي الدستور والانتخابات والحكم ومكافحة الإرهاب، وأعطى الحرية للأطراف باختيار إحدى هذه السلال للبدء بها، واعتبر رمضان ذلك أن جاء بسبب "خوفاً من فشل المفاوضات وعدم وجود قوة دفع دولية حقيقية".
وتوقع رمضان "ألا تكون الجولة الجديدة من المفاوضات بعيدة المدى"، مشيراً إلى أنها قد تشهد مفاوضات مباشرة بين الطرفين أو عبر الوسيط الدولي، وشدد على وجوب أن تكون المفاوضات "تناقش موضوع واحد مع الوفدين في آن معاً"، معتبراً أن ذلك الأمر مهم جداً من أجل أن "يتم التوصل إلى خلاصات".
ومددت الأمم المتحدة مهام دي ميستورا بشكل غير توقع، وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن التمديد "لحين الانتهاء من مهمته في جنيف"، من دون أن يذكر موعداً محدداً.
وأوضح مصدر خاص من داخل المعارضة السورية حضر مفاوضات جنيف، أن الجولة لم تخرج بنتائج على غرار الجولات السابقة، مضيفاً في حديث خاص لبلدي نيوز أن "عدم تحرك الأمم المتحدة فهذا يعني أننا ما زلنا في مرحلة كسب الوقت بالنسبة للنظام وما زلنا في مرحلة عدم توفر قوى الدعم الفعلية للعملية السياسية"، لافتاً إلى أن ذلك "يجعل الوسيط الدولي ينتظر نضوج الموقف الأمريكي".
وتابعت موسكو محاولاتها في إظهار نفسها على أنها اللاعب الأبرز في الملف السوري، وحضر نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في ظل تراجع الجانب الأمريكي الذي بدا منشغلاً بالعمليات العسكرية في الموصل والرقة لطرد تنظيم داعش، حيث لم يشارك المبعوث الأميركي للشأن السوري، مايكل راتني، إلا بعد أسبوع من انطلاق الجولة الحالية.
وقال المصدر ذاته إن "هناك شكوك حول نوايا روسيا وإيران بالتوصل إلى حل سياسي"، وأضاف "الجانبان لهما نفوذ كبير داخل أجهزة النظام ويسيطران على قراره"، مؤكداً أن "روسيا تتدخل من أجل "منع النظام من الانسحاب أو شل العملية التفاوضية وليس بهدف إرغام النظام على حصول تقدم في العملية السياسية".
وأشار المصدر إلى أن أولوية الروس هي "إقرار دستور يتماشى مع مصالحهم ويعيد ترتيب الدولة والمجتمع والنظام السياسي في سوريا"، ولذلك يطرحون موضوع الدستور في كل مكان، معتبراً أن ذلك "يتعارض مع أولوية النظام والذي يريد فتح ملف الإرهاب وتوظيفه لصالحه".