بلدي نيوز – حلب (يزن الحلبي)
أضحت مدينة منبج شرقي حلب محطة نزاع دولي بارز، مع دفع أطراف الصراع وداعميهم بالمزيد من مقاتليهم إلى منطقة صغيرة أصبحت تضم أكبر القوى الدولية في العالم، فمن جهة الشمال باتت تتمركز القوات الروسية وتقيم معسكرا يحوي حوالي 80 عنصراً مراهنة على استعادة المزيد من الأراضي، مدفوعة بالحماس الذي خلفته السيطرة على مدينة حلب.
ومن الجهة الجنوبية من المدينة ترابط مدرعات وعربات مصفحة تحمل العلم الأميركي وتتناوب على قصف مواقع تنظيم "الدولة" من المنطقة، في حين تسيطر ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" على قلب مدينة منبج وتقيم حواجز بداخلها.
وفي غضون ذلك، يحرص مقاتلو تنظيم "الدولة" على مواصلة القتال، من جهة الجنوب الشرقي لمنبج، متسببين بأزمة إنسانية للآلاف من السكان الذين يكابدون ظروفا صعبة جراء التشرد والقصف الذي يطالهم.
وقال "مصطفى سيجري" رئيس المكتب السياسي بلواء المعتصم لبلدي نيوز: "في ظل تناطح الكثير من القوى والدول والجيوش، بات على أهل منطقة منبج أن يحزموا ما استطاعوا من أمتعتهم، هربا من ويلات تلبدت غيومها السوداء في الأفق".
من جهته "خالد الأحمد" وهو نازح من مدينة منبج إلى مخيمات إعزاز شمال حلب، قال لبلدي نيوز: "إن هناك معلومات عن قيام تنظيم الدولة بإحراق مخيمات المدنيين في القرى الخاضعة لسيطرته في بريف منبج حيث تردد أن التنظيم ينوي اقتيادهم كدروع بشرية إلى مدينة مسكنة".
وباتت مدينة منبج التي تتصارع عليها جميع القوى اليوم، محط أنظار كل القوى كلاً لتحقيق مشروعه على حساب المدنيين العزل، ممن عانوا ويلات الحرب التي شهدتها المدينة إبان المعارك بين تنظيم "الدولة" وقوات "قسد" الانفصالية، واستمرار هذه المعاناة مع مضايقات قوات "قسد" والتهجير القسري وعمليات الاعتقال التي تطال المدنيين في مناطق نزوحهم والقصف والقتل اليومي.