بلدي نيوز – (منى علي)
مع اقتراب ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من مدينة الرقة، واستيلائها على مطار الطبقة العسكري وسد الفرات، ازدادت الأحداث دراماتيكية وتشابكاً في شرق سوريا، من الناحيتين العسكرية والسياسية، وراحت البلبلة التي أثارها كل الفرقاء المتحاربون حول إمكانية انهيار سد الفرات والكارثة التي يمكن أن تنجم عن ذلك وتودي بحياة مئات الآلاف من الأبرياء، تطغى على الحدث السوري، وتسابق أخبار معارك حماة ودمشق على الصعيد العسكري، ومعركة "جنيف5" على الصعيد السياسي.
وفي غمرة الأحداث والانشغالات وتقاطع وتنابذ مصالح القوى الدولية، يبدو أن الأكراد الانفصاليين يعملون على استثمار الأوضاع مستغلين انشغال الخصوم بمعارك عسكرية وسياسية بعيداً عنهم.
ففي تصريح جديد وخطير، أعلن القيادي الانفصالي الكردي "صالح مسلم"، اليوم الاثنين، أن قوات "قسد" الكردية ستحكم الرقة التي ستكون جزءا من "الفيدرالية" الكردية في شمال وشرق سوريا، مستغلاً الدعم الأمريكي – الروسي المزدوج للأكراد في معركتهم على الرقة، وانشغال تركيا بملف الاستفتاء على تعديل الدستور، ووقوف الأمريكان والروس حائلاً بينها وبين الوصول إلى شرق الفرات، بل إيقاف طموحها والجيش الحر ضمن عملية "درع الفرات" قبل حدود منبج غربي الفرات.
فهل سيتوسع الوهم الانفصالي ويتحول إلى واقع يقتطع ما يقرب من مساحة نصف سوريا (محافظات الرقة، دير الزور، الحسكة، وأجزاء من حلب)؟.
الصحفي السوري "فراس ديبة" رأى أن "تصريح مسلم هو تصريح تصعيدي يراد به الحصول على مكاسب سياسية قد تكون غير متعلقة بالرقة ذاتها، ويبني مسلم موقفه انطلاقاً من مشاركة ميليشيا الوحدات الكردية برياً في معركة مدينة الطبقة تحت غطاء جوي وسياسي أمريكي، مستغلاً المناكفات الدولية والإقليمية حول مصير المناطق التي تحت سيطرة داعش، والتي تحدد خارطة النفوذ الدولي في الشمال والشرق السوري".
وأضاف الصحفي "ديبة" في حديثه لبلدي نيوز أنه "من المتوقع أن تحقق الميليشيات الانفصالية مكاسب على الأرض ضمن ظروف التجاذبات الدولية الراهنة وحالة التصعيد بين أوروبا وتركيا، إضافة لانشغال تركيا بالاستحقاق الدستوري منتصف الشهر القادم".
وزاد: "سبق لرئيس ما يسمى (مجلس سوريا الديمقراطية) رياض درار أن أعلن على صفحته الشخصية على الفيسبوك أن وجوده في منصبه الجديد هو التحضير لإدارة مناطق دير الزور والرقة، في تمهيد إعلامي لخطوات ميدانية لاحقة".
وحول إمكانية تركيا وفصائل الجيش الحر وقف التمدد المفاجئ والخطير للقوى الانفصالية، قال "ديبة": "أستبعد للأسف قدرة أية قوة إقليمية على منع تمدد (قسد)، في ظل الدعم السياسي والعسكري المقدم لها من أكبر قوتين في العالم، أمريكا وروسيا".
ويبدو أن نشوة الانتصارات المدعومة بأعتى قوى الأرض، جعلت الحلم الانفصالي يتمادى، لدرجة أن مقاتلات مما يسمى "وحدات حماية الشعب" الكردية، ظهرن في تسجيل فيديو وهن يهددن ويتوعدن تركيا دون غيرها، بدحرها وطردها من سوريا دفاعاً عن "الوطن والحرية"!، من دون أي ذكر لعدو الشعب والوطن والحريات الأول، رأس الإجرام بشار الأسد.