بلدي نيوز – (خاص)
تفيد التقارير باحتمالية حصول جلسات تفاوض مباشرة بين المعارضة السورية ونظام الأسد في جنيف خلال الجولات القادمة، والذي يعتبر إنجازاً غير مسبوق للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وخاصة بعد أن تمكن من جمع كل الأطراف السورية في قاعة واحدة في افتتاح جنيف٤.
لا يزال هناك شيئاً مفقوداً لنجاح عمليات التفاوض، وهو ما يشكل العقدة الرئيسية حتى اللحظة في الوصول إلى الحل السياسي، ألا وهي واشنطن، وذلك بسبب عدم وجود رؤية واضحة لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب.
بالمقابل تسعى روسيا للاستفادة من الوقت إلى حين دخول واشنطن في الملف السوري، وذلك من خلال تحويل نجاحها في ساحة المعركة إلى نجاح سياسي آخر خاصة بعد أن تمكنت من تأمين نظام الأسد عسكريا.
ولكن بات السؤال الأهم لموسكو اليوم هو "ماذا بعد ذلك، فيما لو لم تدخل واشنطن إلى الملف؟"، حيث أن هناك هواجس كبيرة من أن تبقى إدارة البيت الأبيض بعيدة عن الملف السياسي في سوريا، وتكتفي بدور المتفرج، والدعم العسكري لقوات "قسد" لكسر تنظيم "الدولة"، وهذا ما سيؤخر إنجاح أي عملية سياسية تنقذ قادة الكرملين من الاستنزاف أكثر.
وعلى الرغم من فائدة الفوضى التي تعم الأراضي السورية بالنسبة للطرف الروسي، إلا أنها قد ترحب بتسوية سلمية يصبح الأسد فيها شريكاً في السلطة، وهو ما قد ينتج مع مرور الوقت سوريا مستقرة بما فيه الكفاية لجعل القواعد العسكرية والبحرية الروسية جديرة بالاهتمام ومزدهرة بما فيه الكفاية في عمليات التجارة العامة وتجارة الأسلحة، خصوصاً في ضوء العمل الجاري حالياً لتحويل قاعدة طرطوس إلى مركز دائم للأسطول الروسي في المتوسط.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في اجتماع عسكري، أن خطته تشمل تزويد الأسطول بسفن أكثر تطوراً وأطول مدى لتحسين قدرته على نقل الجنود والمعدات إلى أماكن أبعد مثل سوريا، وزاد أن عملية سوريا "أبرزت في شكل كبير الحاجة إلى القدرة على نقل الجنود والمعدات بحراً بأعداد وكميات كبيرة"، مشيراً إلى "مهمات جديدة برزت أمام وزارة الدفاع" و"جهودنا الرئيسية يجب أن توجه إلى بناء سفن قادرة على نقل حمولات كبيرة وسفن أخرى متعددة الغرض قادرة على تلبية حاجات القوات المسلحة في مناطق بحرية بعيدة".
وتشتمل خطة شويغو على بناء ٦٠ سفينة حديثة متعددة الطراز والغرض قبل حلول عام ٢٠٢٠، وعلى تزويد الأسطول خلال الفترة ذاتها، بفرقاطتين جديدتين متطورتين مسلحتين بصواريخ "كاليبرا" المجنحة، وطرازات جديدة من نظم الدفاع الجوي الصاروخي.
وبالتزامن مع ذلك فقد أبدت واشنطن استعدادها لإرسال ١٠٠٠ جندي أمريكي إضافي في سوريا، وبموجب هذه الخطط التي يتعين أن يصادق عليها الرئيس دونالد ترمب ووزير دفاعه جيمس ماتيس، فإن هذه الزيادة ستكون الأكبر لأعداد الجنود الأميركيين الذين ينتشرون على الأرض في سوريا.
وقد يشمل ذلك إرسال بطاريات مدفعية إضافية واستخدام منصات إطلاق الصواريخ التي يمكن أن توفر قصفا على مدار الساعة في المعركة لاستعادة مدينة الرقة.