بلدي نيوز-(أحمد عبد الحق)
شهد حي الوعر المحاصر بمدينة حمص خلال شهر شباط المنصرم، حملة تصعيد جوية وبرية عنيفة تشنها قوات النظام، ومازالت مستمرة حتى اليوم، تسببت الحملة باستشهاد وجرح العشرات من المدنيين، ضمن سياسة تدمير ممنهج تستهدف الحي المحاصر، لفرض قوات النظام شروطها على أهالي الحي وإجبارهم على الخروج منه، كما يستخدم النظام هذا العمل كشكل من أشكال الضغط، خلال مفاوضات جنيف 4 التي تدور رحاها لتطحن عظام السوريين.
فوثق ناشطون من حي الوعر استهداف الحي منذ بدء الحملة في السابع من شهر شباط بأكثر من 122 غارة جوية من الطيران الحربي، و12 صاروخ مظلي، و74 صاروخ فيل، و154 قذيفة دبابة و247 قذيفة متنوعة بين هاون وقذائف أخرى استهدفت منازل المدنيين في الحي المحاصر.
وخلف القصف حسب التوثيق استشهاد 41 مدنياً، بينهم 13 طفلاً و10 نساء، إضافة لجرح أكثر من 253 بينهم 47 طفلاً و12 حالة بتر أطراف و33 حالة خطرة تحتاج لعلاج في المشافي خارج الحي، إلا أن الحصار المفروض على أهالي الحي من قبل قوات الأسد، يجعل مسألة علاجهم أمراً بالغ في الصعوبة، مع النقص الكبير الذي يواجهه الحي في الأدوية والمعدات الطبية ما يجعل حياتهم مهددة جراء الإصابة.
وأسفر القصف المتواصل على حي الوعر، وسياسة التدمير الممنهجة التي يتبعها نظام الأسد، عن تدمير ما يقارب 60 بالمئة من المنازل السكنية في الحي، والتي سويت بالأرض، أما الباقي فهو مدمر جزئياً، أو يعاني من الاصابة.
وعلى الرغم من "الهدنة" السارية في سوريا بوساطة الدول الراعية لها، إلا أن حملة التصعيد الجوي والصاروخي على الحي مازالت مستمرة، حيث أكدت غرفة عمليات حي الوعر في بيان سابق لها، أن النظام يقوم باستغلال تفجير الأفرع الأمنية، لتحميل حي الوعر المسؤولية عنها، علماً أن الحي محاصر منذ أيلول 2013، ولا يمكن الدخول أو الخروج من الحي إلا عن طريق حواجز النظام.
في حين، وجهت الكوادر الطبية داخل الحي نداء استغاثة لكافة الهيئات والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن الطبي والإنساني والحقوقي، لوقف قصف الطيران الحربي على حي الوعر، بعد استهدافه الأحياء السكنية، والعجز التام عن استقبال المزيد من الجرحى، كما طالبت لجنة التفاوض الموجودة في جنيف بتعليق المفاوضات، حتى وقف إطلاق نار كامل حقيقي.
تجدر الإشارة إلى أن حي الوعر المحاصر يشهد أزمة كبيرة في تأمين مستلزمات المعيشة الأساسية لآلاف المدنيين في الحي المحاصر، تفاقم ذلك مع منع قوات النظام قافلة المساعدات الأممية من دخول الحي، مع استمرار الحملة الجوية والصاروخية على منازل المدنيين في الحي حتى اليوم.