الوعر الحمصي من التحرير إلى التهجير .. القصة كاملة - It's Over 9000!

الوعر الحمصي من التحرير إلى التهجير .. القصة كاملة

بلدي نيوز – حمص (أسامة أبو زيد)
بدأت قصة معاناته منذ معركة حمص القديمة وحصارها الكبير التي كان يقطنها نحو ستمائة ألف نسمة تم استهدافهم بكل أنواع الأسلحة، مطلع العام 2012 نزح من أحياء حمص القديمة سكانها فوصل للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام مئتا ألف نسمة وأربعمائة ألف نسمة اختاروا حي الوعر ملاذاً لهم ليصبح عدد سكان حي الوعر 450 ألف نسمة مع سكانه الأصليين.
أصبح حي الوعر في تلك الفترة منطقة آمنة تأوي النازحين انتشرت داخله الأسواق والتجارة والصناعة والتعليم والمنظمات الإنسانية التي تقدم خدماتها للنازحين لتكون مدينة هادئة فيما يسمى بحمص الجديدة مع استمرارٍ للمظاهرات المعارضة لنظام الأسد
في مطلع شهر أيار من العام 2012 بدأ النظام بمداهمة المنازل والمأوي واعتقال الشبان ووضع الحواجز الطيارة التي ترافقت مع عمليات خطف وابتزاز مقابل المال من قبل ميليشيات شيعية، انتقل النظام بعدها إلى سياسة السيارات المفخخة والألغام التي أودت بحياة العشرات من الأهالي داخل الحي الذي لم يشهد أي تفجير منذ خروج النظام منه وحتى يومنا هذا.
في شباط من عام 2013 ونتيجة الاعتقالات العشوائية التي ينفذها النظام تداعى أبناء الحي لحمل السلاح وطرد عناصر أمن النظام وميليشياته من حي الوعر دون الاعتداء على المؤسسات الحكومية وفي المقابل قام النظام بجلب تعزيزات عسكرية ضخمة تمركزت حول الحي واحتلت المباني المرتفعة ونشرت القناصة عليها.
في شهر آذار من العام 2013 بدأت الميليشيات الشيعية مدعومة بقوات النظام محاولة اقتحام الحي من جهة الجزيرة السابعة واجهتها مقاومة شرسة من أبناء الحي
في شهر تشرين الأول من عام 2013 فرض النظام على حي الوعر حصار شديد ضمن سياسة "الجوع أو الركوع" التي يتعامل بها النظام مع مناطق المعارضة، ليبقى حي الوعر في حالة موت سريري استمرت لمدة ثلاثة أعوام يقدم فيها الحي العشرات من الشهداء، حيث وارتكب النظام خلالها مجازر عديدة كمجزرة شارع الثورة ومجزرة المعارض ومجزرة مشفى الوليد ومجزرة حديقة الأطفال وغيرها الكثير.
وفي خضم تلك المجازر تشكلت لجنة تفاوض حي الوعر للتواصل مع النظام والسعي للوصول لوقف إطلاق النار وفك الحصار عن الحي،أفضت عملية التفاوض في حزيران 2014 إلى اتفاق مبدئي يوقف فيه النظام قصفه للحي وفتح المعابر من وإلى الحي لكنه لم يستمر لفترة طويلة حتى عادت مليشيات النظام لاستهداف الحي بقذائف الهاون والصواريخ.
وفي تشرين الأول 2015م تم توقيع اتفاق جديد مع نظام الأسد برعاية واشراف الأمم المتحدة ينص على خروج دفعة مقاتلين في شهر كانون الأول وتسليم السلاح والافراج عن المعتقلين من جانب النظام وعددهم 7465 معتقل، إلا أن النظام في شهر آذار 2016 رفض الافراج عن المعتقلين وعاد الحي لحالة الحرب والحصار الشديد.
في شهر شباط عام 2017 قام النظام باستهداف الحي بوابل من الغارات الجوية مستهدفا مناطق تجمع المدنيين في محاولة منه لارتكاب مجازر بحق المدنيين، وإجبارهم على الخضوع لمتطلباته، فمع نهاية شهر شباط دخل الطرف الروسي ليفاوض عن نظام الأسد مهدداً الحي بمصير مشابه لمصير حلب ووادي بردى فقدم مسودة اتفاق فحواها "الخروج من الحي أو العودة تحت سقف الأسد وفي حال الرفض فإن روسيا ستتدخل ليترك حي الوعر وحيداً في ظل وضع إنساني كارثي ومعاناة من نقص المستلزمات الطبية والمواد الغذائية التي لعبت دورا أساسيا وهاما للرضوخ لهمجية وبربرية النظام وحليفه الروسي، في ظل الصمت الدولي قام حي الوعر بتوقيع موافقته على عملية تهجيره القسري وفق عملية تغيير ديمغرافي ممنهجة يقوم بها نظام الأسد برعاية حلفائه أمام أنظار المجتمع الدولي ومنظماته التي تعتبر نفسها راعية للإنسانية وحقوق الإنسان وتكون بذلك نهاية قصة آخر حيٍ في عاصمة الثورة في مدينة حمص.

مقالات ذات صلة

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

أبرز ما جاء في أستانا 22 بين المعارضة والنظام والدول الضامنة

بدء اجتماعات مؤتمر أستانا 22 في كازاخستان

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن