جنيف4.. مزاد جديد على الدم السوري - It's Over 9000!

جنيف4.. مزاد جديد على الدم السوري

بلدي نيوز – (منى علي)

قال المبعوث الدولي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، أمس الأربعاء، إنه لا يتوقع انفراجاً في الأزمة السورية خلال مفاوضات جنيف التي انطلقت اليوم الخميس، وهي الجولة الرابعة من المفاوضات خلال ست سنوات من حرب الأسد على الشعب السوري، فهل يبدو هذا التصريح مقبولاً من وسيط أممي من المفترض أن يسعى لتقصير عمر الحرب والقتل ولو ساعة واحدة!.. بينما يبدو دي مستورا غير مكترث بالوقت، وهو يعلم أن كل ساعة تمر تكلف السوريين أرواحاً وتشرداً ودماراً؟..

فمع انطلاقة المفاوضات شنت قوات النظام مسنودة بالطيران الروسي واحدة من أكثر حملاتها دموية على درعا، لتوقع 10 شهداء اليوم، كما صعدت قصفها على أرياف إدلب، فيما تستمر بفرض سياسة الحصار والتجويع ومنع أساسيات الحياة عن عشرات المدن والمناطق المحاصرة، ليعود سكان مضايا إلى التقوّت على الأعشاب، وليموت مرضى القصور الكلوي في الغوطة الشرقية واحدا تلو الآخر نتيجة انعدام الأدوية ومستلزمات العلاج..

هذا كله، إضافة إلى تقرير منظمة العفو الدولية عن فضيحة العصر في سجن صيدنايا، وإشارة لجنة تحقيق أممية إلى تورط بشار وماهر الأسد مباشرة باستخدام السلاح الكيميائي، لا يبدو كافياً لإقناع الرعاة الدوليين بالعمل على وقف المأساة أو إعطاء ذلك أولوية على الأقل، فما رشح من كواليس جنيف يؤكد سعي الدول صاحبة المصالح في سوريا لتحقيق مصالحها، لتبدو جنيف معركة أخرى باسم سوريا بين أطراف غير سوريين، فبينما يغيب الدم السوري عن أولويات جنيف، تحضر فوق الطاولة وتحتها مصالح روسيا وأمريكا وإيران وتركيا، في صراع معلن بين قوى دولية وإقليمية، ودائماً يعني الخلاف مزيداً من القتل والتنكيل بالسوريين، إذ أن الأطراف المتصارعة تضغط على بعضها بفتح شلالات دم جديدة!..  

الكاتبة والناشطة في مجال حقوق الإنسان، عفراء جلبي، قالت لبلدي نيوز معلقة على الوهم الأممي: "الأمم المتحدة هي الواجهة التي تغطي فيها القوى الكبرى مصالحها وامتيازاتها تحت مسميات مقبولة، ولكن كلنا يعلم أن الأمم المتحدة ليس لها صلاحيات حقيقية أو أي قوة سلطة تنفيذية. فهي تغطي شريعة الغاب التي تعتمد على القوة والمصالح وليس سيادة القانون وتجريم القتل.. مجلس الأمن وحق الفيتو يشي بكل هذا".

وأضافت الناشطة في مجال اللاعنف "جلبي": "في مثل هذا العالم من يحمل سلاحا فقد رهن قضيته لمصالح هذه القوى التي تسير الغابة.. إننا مثل الأيتام الذين لم يبلغوا الرشد، ولذا لا يمكن رؤية ديسمتورا وتصرفاته إلا من فهم السياق الأكبر.. الشعوب العربية لم تحقق نفسها والطواغيت تبيع ناسها وأهلها.. في مثل هذا العالم الحلول في مكان آخر، هي في عقولنا ووعينا قبل أن تكون في يد سماسرة الحرب أو سماسرة السلام".

إن إغراق السوريين في التفاصيل، كما هدد وتوعد وزير خارجية الأسد، وليد المعلم، يعني استمرار القتل والتشريد حتى استسلام الضحية، وهو ما لم يحدث بعد ست سنوات، ولن يحدث بعد كل هذا الدم، وبالتالي فإن مسؤولية الأمم المتحدة ومن يزعم أنه صديق لسوريا، وقف النزيف، وهذا لن يحدث إلا بتفعيل القانون ومحاسبة مجرم العصر ونظامه، وأمام المجتمع الدولي آلاف الإدانات التي تكفي كل واحدة منها لتجريم نظام بأسره، إلا أن سمسار السلام يتجاهل كل هذا ويبحث مجدداً "انتقال السلطة" التي هي محور الحرب الذي سيدور دي مستورا حوله إلى ما لانهاية!.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مسؤول أممي "مستعد للسفر إلى سوريا لجمع الأدلة ضد كبار المسؤولين في النظام السابق"

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

//