بلدي نيوز - دمشق (ميار حيدر)
تواصل "بلدي نيوز" مع عدد من أبناء العاصمة السورية دمشق ممن هجروا مؤخراً من أحياء دمشقية عدة نحو ريف دمشق جراء الضغوط التي مورست عليهم من قبل النظام السوري الذي ما زال مستمراً في تنفيذ المخطط الإيراني في العاصمة، باستبدال الدمشقيين بحزام شيعي إيراني.
"أبو ياسين"، وهو أحد المتضررين من قرارات الأسد الصادر بتنظيم المنطقة في منطقة المزة غربي العاصمة، قال لبلدي نيوز "النظام السوري تعمد بادئ الأمر الاستحواذ على المناطق الحيوية في منطقة المزة "بساتين"، وخاصة تلك القريبة أو التي تحتل موقع جغرافي هام بالنسبة للسفارة الإيرانية".
وأضاف "لقد فوجئنا بأن القرار الصادر بتنظيم تلك المنطقة، يشبه لحد كبير قرار استملاك الأراضي الذي عمل الأسدين على تنفيذه لعقود طويلة، فمهلة الإخلاء قصيرة جداً، والخيارات شبه معدومة، وما زاد الوضع سوءاً هو التضييق القانوني، حيث أن عملية الطعن بالقرار غير موجودة، وليس أمامنا سوى تفريغ المنازل أو التهجير بالقوة".
وتابع أبو ياسين، "خلال أسبوع واحد أخلينا المنزل بعد إجبارنا على البيع لشركات تعمل كوساطة بين الأسد ومن خلفه الإيرانيين، وبين السوريين، وفعلاً أعطونا سعر المنزل، وطبعا لم نستطيع شراء منزل في العاصمة بسبب الأسعار الخيالية، مما اضطرنا إلى النزوح نحو المناطق التي صالحت الأسد في ضواحي دمشق، وشراء منزل بها والسكن في المنفى القريب من مناطقنا".
بدوره، قال "أبو ناصر" لـبلدي نيوز "مرحلة تهجير الدمشقيين تتم بخطوات مدروسة وبطيئة، وتجري وفق مشروع طائفي بحت لا يهدف لتوطيد "العلويين" في العاصمة، بل أن المشروع أكبر من ذلك، ويرمي لتوطين العائلات الشيعية المؤصلة وذات النفوذ في السلطة الإيرانية، وليس كما يشاع بأن التوطين للمقاتلين من الميليشيات فحسب".
ونوه "أبو ناصر" وهو أحد المهجرين من منطقة المزة، بأن التهجير يستهدف في الشق المقابل العوائل الكبيرة من أبناء العاصمة دمشق، وأن الدمشقيين في العموم انقسموا لعدة فئات، طبقة التجار المقربة من الأسد، وهي طبقة لا تهتم لما يجري للعائلات الدمشقية، وطبقة الأغنياء، الذين لم تطالهم بعد حقبة التهجير القسري، وأما الطبقة الثالثة فهي الأكثر اضطهاداً حيث تم تهجير أكثر من 160 عائلة حتى اليوم من داخل دمشق، وأن من يقوم بتمويل هذا المشروع هو السفارة الإيرانية، وأن خطر التغيير السكاني والديمغرافي قد يراه البعض اليوم ضمن الأطر الطبيعية، ولكن ما يحاك ضد دمشق هو حرب دينية وجينية لأبنائها.