بلدي نيوز-(أحمد عبد الحق)
تواصل طائرات شحن جوية متعددة الأنواع (تابعة للأمم المتحدة)، عمليات إمداد الأحياء التي يسيطر عليها النظام في مدينة دير الزور بالمواد الغذائية والتموينية، وذلك عبر إلقائها بشكل سلال تحملها المظلات، والتي تحتوي المواد التموينية المختلفة وحتى الوقود، والتي يؤكد ناشطون ميدانيون من المنطقة، أنها تذهب بشكل مباشر لدعم النظام وإطعام جنوده، ولا يحصل المدنيون إلا على الفتات، الذي تقدمه قوات النظام للمحظوظين منهم والأكثر ولاءً.
فتعيش مدينة دير الزور التي يتقاسم النظام وتنظيم "الدولة" السيطرة عليها وضعاً مأساوياً، ألقى بثقله على آلاف المدنيين المحاصرين في المدينة، بخاصة في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام، والتي تواجه مجاعة حقيقية، على الرغم من المساعدات الأممية التي تصل لقوات النظام جواً بشكل شبه يومي.
حيث تؤكد العديد من المصادر من داخل المدينة، أن معاناة المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، مردها تسلط ضباط الأسد والتجار المرتبطين بهم على المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة، في حين يحرم المدنيون منها بشكل شبه كامل، حيث تنقسم المعونات التي تصل إلى المدينة جواً إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول وهو الأكبر ويتسلط عليه النظام، ويطعم به عناصره، من جيش وميليشيات ودفاع وطني، والقسم الثاني أيضاً من حصة النظام، لكنه يبيعه عبر تجار مرتبطين به في أسواق المناطق التي يسيطر عليها من المدينة، أما القسم الثالث وهو الأصغر ولا يكاد يذكر، ويوزع على بعض العائلات، وبخاصة المحسوبة على النظام، ومنها عائلات عناصره القتلى والجرحى، وعائلات المتعاملين معه، وأحيانا توزع أجزاء من المساعدات للمدنيين (بغية الادعاء أن هذه المساعدات تذهب إليهم).
جسر جوي!
أسقطت طائرات شحن متعددة الأنواع، أكثر من 70 مظلة على الأقل (وزن المظلة أكثر من طن تقديرياً)، محملة بالمواد الغذائية للأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام، خلال الأسبوع الأخير فقط حسبما وثقت العديد من الصفحات التي تغطي أخبار المحافظة، حيث يستغل النظام عناصر الهلال الأحمر لجمعها ونقلها لمستودعات قوات النظام في المدينة.
حيث لم تسجل حالات توزيع حقيقية لهذه المواد، وانحصر ما حصل عليه المدنيون بعدة لترات من الزيت في حي الجبيلة، وحصة (بقوليات) لمناطق العمال والموظفين والمطار القديم لمرة واحدة فقط لكل دفتر عائلة.
الأسد يكافئ عناصره من خيرات الأمم المتحدة!
بعد إطعام جنوده، يستخدم النظام الفائض من المساعدات الغذائية كالرز والسكر والعدس والفاصولياء، التي تهبط عليه من السماء عبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في توزيعها على أسر قتلى النظام ومكافأة عناصره الجرحى، وكان آخر تلك المكافآت خلال حفل للتكريم لعناصر النظام وعائلات قتلاه، حضرته عدد من أركان النظام في ديرالزور.
لماذا لا تدعم الأمم المتحدة مضايا "جواً"
مشهد المظلات البيضاء أو الملونة، وهي تتمايل في الهواء بعد إلقائها من طائرات الشحن، أصبح منظراً يومياً معتاداً في دير الزور وكفريا والفوعا، التي تحصل على مساعدات من الأمم المتحدة وإيران، عبر جسر جوي خصصته لدعم النظام فيهما.
حيث تصل لتلك المناطق عشرات الأطنان من الإمدادات التي يستخدمها النظام لإطعام جنوده أثناء قصفهم للمدنيين، الأمر الذي تدركه الأمم المتحدة بشكل كامل، ولا تستطيع بذاتها نفيه، فهو مثبت بالدلائل المختلفة من فيديوهات وصور، وشهادات لمئات المدنيين الذين حرموا من مساعدات الأمم المتحدة، ولكنهم وجدوها في مقرات النظام عند هروبه منها.
ومع ذلك تتابع الأمم المتحدة تقديم الدعم لقوات النظام في دير الزور، على الرغم مما تقوم به هذه القوات من حرمان عشرات المناطق المحاصرة من المساعدات الإنسانية، في حين تحتاج أي عملية إدخال للمساعدات إلى المدنيين في المناطق التي يحاصرها النظام، للعديد من الموافقات، وتفتيش الحمولة وسرقة أو تخريب الكثير منها، وتشهد على ذلك تلبيسة والرستن وحي الوعر ومضايا والزبداني والغوطة الشرقية، التي يحاصرها الأسد، في حين تحجم الأمم المتحدة عن إمدادها بالغذاء بدون موافقة النظام، في حين لا يكاد يمر يوم دون أن تلقي طائراتها المزيد من المظلات المحملة بالدعم المختلف الأشكال، على مناطق سيطرته في دير الزور، بدون أن يكون للأحياء المنكوبة التي تبعد عنها مئات الأمتار أي نصيب من تلك المساعدات.