بلدي نيوز – (صالح الضحيك)
أعلنت منظمة العفو الدولية، اليوم الثلاثاء، في تقرير صادم، عن تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق حوالي 13 ألف سجين من معارضي نظام بشار الأسد، في سجن صيدنايا سيئ الصيت.
بلدي نيوز، تمكنت من لقاء أحد المعتقلين السابقين في صيدنايا، للحديث عن تجربته المؤلمة داخل غياهب سجن صيدنايا، بعد أن كتب له عمر جديد.
وفي لقاء خاص مع بلدي نيوز مع "محمد" أحد المعتقلين المفرج عنهم من سجن صيدنايا بدأ حديثه بالقول: "لقد تمنينا الموت آلاف المرات عندما كنا في السجن، وخلال العامين والنصف، حيث رأيت بها ما لا يتخيله العقل".
ويكمل محمد: "في صيدنايا كان هناك بناء يدعى البناء الأحمر أو بناء المرسيدس، من يدخله غالباً لا يخرج منه حياً، وكنا حوالي مئة سجين في زنزانة مساحتها حوالي 20 مترا، وكان هناك سجين يدعى رئيس الزنزانة أو رئيس القاووش كما نقول له، وكان يرمي لنا الطعام مرة أو مرتين في اليوم، حيث الفطور كان سبع حبات من الزيتون، أما العشاء عبارة عن كمية من البرغل لا يكفي شخصاً واحداً، وكان يُرمى على الأرض ونأكله".
وحول التعذيب داخل السجن قال محمد: "كل يوم يطلب السجان شخصين للتعذيب يرشحهم رئيس القاووش، كان هؤلاء أجسامهم قوية عن باقي السجناء أو متغذين أكثر من باقي السجناء حيث كان يتبرع السجناء لهم ببعض الطعام، وكنا عندما نسمع باب السجن يفتح نتجه باتجاه الحائط بوضعية (جاثياً) دون أن نرى وجه السجان، وفي حال تحرك أحدنا كانت تفتح عليه أبواب جهنم، ويخرج ويعذب بأساليب لا تخطر على عقل حيث كانوا يضعوننا في براميل مليئة بالمياه المثلجة ثم يصعقوننا بالكهرباء أو الدولاب".
ويتابع بحزن: "كانوا يضعون جسم المعتقل داخل الدولاب ويتناوبون على ضربه، والشبح وغيره، وكل هذا ويكون المعتقل معصوب العينين، كي لا يرى من يعذبه ومن يرى هذا الشخص فقد حكم عليه بالإعدام الفوري ويقتل على الفور".
ويستطرد قائلا وهو يغالب البكاء: "في العام الثاني اختلف الوضع فأصبح كل شهر يطلب من رئيس القاووش شخصان لتنفيذ حكم الإعدام فيهما، وكنا نتسابق لنكون من هؤلاء الاثنين لكي نرتاح من ما نحن فيه".
ويؤكد المعتقل السابق أن "كل شيء في صيدنايا مباح وكل شيء مسموح للسجانين والمحققين، ومن إحدى القصص التي سمعناها أن هناك سجينا كان يعذب بشتى أنواع التعذيب واستطاع فك يده من شدة الضرب وكشف عن عينيه فهرب المحقق من أمامه وهو يقول لقد شاهدني اقتلوه اقتلوه، وفعلاً تم قتل ذلك السجين لأنه رأى وجه المحقق".
وبحسب "محمد"، فكانت الأمراض منتشرة في كل مكان فلا عناية طبية وقد توفي في زنزانته ثلاثة أشخاص بسبب المرض دون الذين تم إعدامهم.
ويختم "محمد" حديثه قائلا: "من يدخل صيدنايا مفقود ومن يخرج منه مولود من جديد، لم أصدق أنني سأخرج من ذاك السجن.. وفي الساعات الأولى من خروجي من السجن كنتُ أدعو أن لا يكون ذلك حلماً أراه في نومي!".
يذكر أن قوات النظام تتحتفظ عن كشف مصير المعتقلين في سوريا، وهناك عشرات الآلاف من المعتقلين مجهولي المصير منذ سنوات.