بلدي نيوز – درعا (خاص)
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الخطف في ريف محافظة درعا الشرقي، حيث أقدمت عصابات مجهولة على خطف مدني من قرى ريف السويداء الغربي، وطالبت بفدية مالية بلغت 100 مليون ليرة سورية، لتقوم اللجان الشعبية "الدرزية" التابعة لقوات النظام بالمثل، فخطفت العديد من أهالي حوران المارين على الحواجز، وطالبت هي الأخرى بمبالغ مالية أو مبادلة مخطوفيها مع الذين خطفتهم العصابات ريف درعا.
وحول هذا الموضوع، يقول "رائد نصر الله" قائد لواء الشهيد عماد نصر الله التابع للجيش الحر، والذي ينتشر على الأطراف الشرقية من محافظة درعا، والتي تنشط فيها عمليات اختطاف المدنيين، من كلا الطرفين، يقول لبلدي نيوز "بدأت هذه الظاهرة منذ بضع سنوات، حيث كان يقوم بها اللصوص والمتسلقون والمتاجرون الذين استغلوا الثورة الشعبية في سوريا، وخلال الفترة الأخيرة، ازدادت وتيرة هذه الأفعال المخجلة، بشكل ملحوظ، فهنالك بعض ضعاف النفوس جعلوا الخطف مهنة لهم".
ويضيف السيد نصر الله "يرجع السبب الرئيس في انتشار هذه الظاهرة، إلى تعاون مجموعة من اللصوص وقاطعي الطرق في حوران، مع مجموعة من اللصوص داخل محافظة السويداء، إذ يقومون بخطف مدنيين من ضمن محافظة السويداء وتسليمهم للمجموعات الموجودة في حوران، وعلى هذا الأساس تقوم المجموعات في حوران بالتفاوض مع أهالي المخطوف، وبعد الحصول على الفدية المالية يتم تقاسمها بين المجموعتين في السويداء ودرعا".
الشيخ "عصمت العبسي" رئيس محكمة دار العدل في حوران، يقول لبلدي نيوز: "أي عملية خطف هي مدانة ومرفوضة شرعاً ومدانة قضائياً، ولا بد بأن من يقف وراء هذه الأمور هم من لصوص الثورة وأراذل الناس، الذين لم يجدوا لأنفسهم مهنة إلا التعدي على الناس وسلب حريتهم وأموالهم، وإذا قامت مجموعة سيئة من أهالي حوران بارتكاب أفعال مشينة فهذا لا يتحمله كل أهل درعا، فنحن الآن بين مطرقة شبيحة السويداء، وسندان زعران درعا".
ويضيف العبسي: "تملك محكمة دار العدل في حوران معلومات عن تلك العصابات، التي تقوم بجرائم الخطف، حيث قمنا بتعميم أسماء هؤلاء المجرمين، على حواجز الجيش الحر ورصد مبالغ مالية، لمن يقبض على الشخصيات التي تعتبر نافذة في هذه العصابات".
أما بخصوص الإجراءات تجاه تلك العصابات، يقول السيد العبسي: "تم رفع دعاوى قضائية بأسماء المتورطين في عمليات الخطف في المحافظة، وبعض تلك الدعاوى هي حق شخصي من قبل بعض الناس الذين تعرضوا لعمليات الخطف، التي كانت تقوم بها اللجان الدرزية، كردة فعل على خطف العصابات للدروز في حوران، ونحن نبذل قصارى جهودنا للقبض على المتورطين".
يشار إلى أن حالات الخطف تتركز في القرى والبلدات الواقعة بالريف الشرقي لمحافظة درعا، والتي تتاخم محافظة السويداء، وآخر حالات الخطف في المنطقة حصلت منذ أيام عندما قامت العصابات في حوران، بخطف بضعة من المدنيين الدروز، لترد بعدها الميليشيات الدرزية بخطف أكثر من 100 مدني من أهالي حوران.