بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
حدد المجلس الإسلامي السوري رؤيته من اتفاق الهدنة الذي وقّعته بعض الفصائل وما جرى بعده من اختراقات متكررة من جانب نظام الأسد وإيران وحلفائها من الميليشيات الطائفية، مبيناً من خلال متابعته للتطورات الحاصلة أن روسيا التي تسوق نفسها ضامناً ووسيطاً هي طرف مباشر في العدوان والقتل في سوريا، ولقد ثبت أنها لم توقف قصفها مع أنها من الأطراف الموقعة على اتفاق الهدنة، وكذلك فإنها غير قادرة على لجم النظام وإيران والمليشيات الطائفية لوقف هجومهم على وادي بردى والغوطة الشرقية وبعض المناطق الأخرى.
وثمن المجلس أي جهد ينتج عنه إيقاف قتل الشعب السوري وقصف مدنه وأسواقه ومساجده ومدارسه ومستشفياته، ويُعوِّل على الدور التركي والدول الشقيقة في المفاوضات، ويرى أن المشاركة يمكن أن تكون مجدية إذا كان الحاضرون من الثوار على قلب رجلٍ واحدٍ وقيادةٍ واحدة وناطقٍ رسمي واحد ومطالب واضحة ومحددة، مع المحافظة على ثوابت الثورة السورية المتمثلة في وثيقة المبادئ الخمسة التي صدرت عن المجلس الإسلامي السوري وتبنتها معظم الفعاليات الثورية على اختلافها.
واعتبر المجلس أنّ أول ما يجب طرحه من المسائل الوقف الفوري للاعتداء السافر على وادي بردى والغوطة الشرقية، وكذلك عدم قبول عزل أي جزء من الوطن مهما كان صغيراً من الاتفاق.
وأضاف المجلس "لا نرى مناسباً من إخواننا الآخرين الذين لهم رأيٌ آخر بالمشاركة أن يطلقوا ألسنتهم بالتخوين للمشاركين، ونربأ بالجميع أن تسود بينهم هذه اللغة، والأمور يحكم عليها بنتائجها لا سيما إن كانت من المسائل الاجتهادية التي تختلف فيها وجهات النظر، مع حرص المجلس في كل مناسبة على توحيد الكلمة".
ويرى المجلس أن هذا التشتت في الرأي سببه تفرق الكلمة وعدم اجتماع الفصائل وعدم وجود القيادة الواحدة، وعلى هذا فالجميع يتحملون المسؤولية، ويرى من الضرورة أن تنطلق حسابات الفصائل في قراراتها من المصلحة العامة لا من مصالحها الذاتية.
وذكر المجلس الجميع بأخذ الحيطة والحذر واستغلال الوقت بالإعداد والتدريب، "فنظام الأسد ومن معه لا يؤمَن غدرهم ولا مكرهم"، كما ذكر أنّ معركة المفاوضات لا تقل أهميةً وشراسةً عن المعارك العسكرية القتالية، مؤكداً في هذا السياق على ضرورة وجود أهل الخبرة واحترام رأي المتخصصين.