بلدي نيوز – (متابعات)
وصف مركز روسيا والعالم للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، موقف نظام الأسد في مفاوضات السلام المقبلة في أستانة بالضعيف، الذي لا يملك أوراق التفاوض المقبلة بين يديه، حيث تتولى إيران وروسيا التفاوض عنه، مشيرا إلى وجود استياء إيراني من موسكو بسبب سحب ملف المفاوضات منها.
واستعرض تقرير للمركز مواقف الدول المشاركة في مفاوضات أستانة إلى جانب موقف المعارضة والنظام، وفرص فرض تسوية سياسية للنزاع على الأطراف السورية وفق موازين القوى الحالية التي صارت في صالح النظام، ليس لأنه صار الأقوى، ولكن بسبب التدخل الروسي الإيراني المباشر، الذي أسفر عن تغيير في الخريطة العسكرية على الأرض، حسب موقع "ترك برس".
وقال المركز، إن روسيا هي الجهة الأكثر رغبة في التوصل إلى نواة اتفاق تسوية في مفاوضات أستانة، بعد أن حققت الأهداف التي كانت وراء تدخلها العسكري في سوريا، وأبرزها استعادة هيبتها الدولية، وفرض حضورها السياسي في الشرق الأوسط، وتوسيع حضورها العسكري على الساحل السوري وفي البحر المتوسط،، وتسجيل مزيد من نقاط الربح في سياق "معاركها الباردة" مع الولايات المتحدة الأميركية، وبعض الدول الأوروبية.
أما بالنسبة لإيران، فإنها لا تريد منح المعارضة المسلحة فرصة لالتقاط الأنفاس بحجة التمهيد لعقد مفاوضات التسوية، كما أن طهران لا تحبذ أن تسحب موسكو ملف المفاوضات منها، أو أن تعطي للمعارضة ضمانات محددة، بشأن وجودها المستقبلي في السلطة أو مستقبل الأسد.
ونوه المركز إلى أن من أبرز المشاكل التي تواجه مفاوضات أستانة، هي غياب العديد من القوى المؤثرة في الحرب السورية المتمثل في غياب الحضور السعودي والقطري والخليحي عموما، وغياب الحضور الأميركي وحتى الأوروبي.
وأشار إلى أن راعيين من الرعاة الثلاثة لمفاوضات أستانة يدعمان نظام الأسد عسكريا وسياسيا، بينما الراعي الثالث لهذه المفاوضات أي تركيا تدعم جزءا من هذه المعارضة، ولا ُيمكنها أن تكون بالتالي ممثلا لكامل "المعارضات" السورية، خصوصا أن أنقره هي حاليا في موقع الباحث عن استعادة توازن تركيا وحضورها، وليس في موقع البحث عن كيفية إنقاذ المعارضة السورية.
وخلص المركز إلى أن نظام الأسد "القوي ظاهريا" لا يملك أوراق التفاوض المقبلة بين يديه، حيث يوجد من يفاوض عنه لكن دمشق تأمل في فرض تسوية لا تعطي بخطوطها العريضة المعارضة، سوى بعض المقاعد الوزارية والنيابية المحدودة مقابل بقاء الواقع الحالي.
وأضاف أن المعارضة السورية الضعيفة حاليا، لا تملك بدورها أوراقا مهمة على طاولة التفاوض، وهي تعلم أنّ المطالب التي لم تتمكّن من فرضها، عندما كانت على أبواب إسقاط العاصمة دمشق، لن تتمكن من تمريرها بعد نجاح النظام السوري بدعم من حلفائه، في تحصين حدود "سوريا المفيدة"، لكنها ستتمسك من باب المناورة بالقرارات الدولية الخاصة بسوريا.
وختم المركز الروسي تقريره، بالقول إن "الجميع ينتظر حجم الدور الذي ستقوم به الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد ترامب وطبيعته وفعاليته، لأنه الدور القادر على سحب آمال معارضي نظام الأسد، وعلى إعادة بعثها حية من جديد".