بلدي نيوز – (متابعات)
رجح إبراهيم فريحات، أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا وجامعة جورجتاون، أن سوريا لن تكون ذات أولوية لدى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لذا "سيبيع الورقة السورية" إلى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وشدد في الوقت نفسه على أهمية الدورين التركي والروسي في التوصل إلى حل للأزمة السورية قابل للتطبيق.
وفي حوار مع وكالة الأناضول، رأى فريحات أن "ترامب سيتعامل مع بوتين (الداعم عسكريا لنظام الأسد) للتوصل إلى حل عبر بيع الورقة السورية له، فسوريا ليست أولوية لترامب، وليس لديه مشكلة في أن تستأثر روسيا بسوريا.. هذا هو رأي ترامب، ولا يمثل موقف حزبه الجمهوري، الذي يتبنى موقفا عدائيا ونديا من موسكو".
وأضاف: "يجب أن نراقب العلاقة بين ترامب وحزبه؛ لنرى كيف سيضغط الحزب على ترامب لاتخاذ موقف معين، وكيف ستتطور العلاقة بينهما".
وحسب قراءته فإن "النزاع في سوريا وصل مرحلة النضوج، أي أن الأطراف كافة باتت مقتنعة باستحالة الحسم العسكري، ومستعدة للتوصل إلى حل عبر مباحثات سياسية، فحتى الأطراف الأكثر تشددا في هذه الأزمة، وعلى رأسها إيران، صدرت عنها تصريحات تفيد بأن الحل العسكري غير ممكن الآن".
بجانب مرحلة النضوج، تابع أستاذ النزاعات الدولية، فإن "روسيا تمسك حاليا بزمام المبادرة، وموقفها تجاه الحل السياسي أكثر عقلانية من إيران والنظام السوري مجتمعين؛ فموسكو ليس لديها نية خوض حرب استنزاف طويلة، فهي معنية بإيجاد تسوية سياسية تنقذها من أفغانستان ثانية".
فريحات أضاف أن "الأطراف المشاركة في المحادثات حاليا، هي الأطراف الفاعلة، وأكثر طرفين قادرين على إحداث تغيير في المعادلة السورية، هما تركيا وروسيا؛ بجانب قبول المعارضة السورية بالتسوية السياسية".
وموضحا، تابع أن "إيران ونظام الأسد لا يستطيعان الإنجاز في ملف سوريا بمعزل عن روسيا، فالتدخل العسكري الروسي، وليس التدخل الميليشياتي أو الاستشاري الإيراني، هو الذي أحدث تغييرا على الأرض.. الكلمة الفصل في معسكر النظام هي لروسيا، لا سيما أنه بإمكانها شل مجلس الأمن الدولي عبر الفيتو (حق النقض) وإفشال أو إنجاح مواقف معينة".
كما شدد على أهمية دور تركيا، قائلا إن "تركيا السابق ليست تركيا اليوم؛ فهى أقوى الآن على أكثر من صعيد؛ تركيا اليوم موجودة على الأرض.. وقد تجاوزت أنقرة أزمتها مع موسكو (بشأن إسقاط المقاتلة الروسية)، واستطاعت تقوية دورها".
فريحات اعتبر أن "مما يزيد فرص نجاح الاتفاق الروسي التركي (الراهن بشأن وقف إطلاق النار في سوريا) هو أن عدد الداخلين فيه قليل؛ ففي الاتفاقات عندما تكون الأطراف كثيرة يدخلها ذلك في نفق الدبلوماسية والبروتوكولات والتغييرات الدولية، فضلا عن حرص كل طرف على حزمة مصالحه".
رغم ذلك، اعتبر أن "الذي يحدد نجاح هذه المفاوضات هي المعارضة السورية، رغم أنها الطرف الأضعف؛ فهي تملك شيئا مهما للغاية، وهي الشرعية، وبدونها لن تكون أي مفاوضات جدية، وإذا لم يتوفر تمثيل حقيقي للمعارضة في أي مفاوضات سيفشل أي حل مهما كانت الأطراف الداعمة له".