بلدي نيوز – حماة (أحمد العلي)
رغم أن الهدوء العسكري يخيم على كثير من المناطق القابعة تحت سيطرة النظام، لكنها باتت تحكم بنمط جديد من التسلط الأمني، والهيمنة على اقتصادها، كمدن دمشق وحماة وحمص واللاذقية وطرطوس، ليحكم النظام قبضته الأمنية من جهة ويحتكر اقتصادها من جهة ثانية.
ولم يقف تسلط النظام و"قوات الدفاع الوطني" (الشبيحة) عند عمليات السرقة والنهب من منازل المدنيين في مناطق سيطرتهم، بل أصبح كبار الشبيحة يسيطرون على اقتصاد تلك المناطق من خلال بسط سيطرتهم على المطاعم والأماكن السياحية.
الناشط الإعلامي "أبو يامن الحموي"، قال لبلدي نيوز "إن العديد من المطاعم الشهيرة في مدينة حماة أصبحت تحت تصرف الشبيحة، بعد أن استثمروها من أصحابها الأصليين بالقوة وأصبحت خاصة بهم فقط للسهر والسكر في ساعات الليل المتأخرة ومنع المدنيين من دخولها لتكون خاصة بالشبيحة والضباط دون أن يعكر صفوهم أحد".
وتابع الحموي: "من أبرز الشبيحة الذين يحكمون قبضتهم في حماة، الشبيح (طلال الدقاق) والضابط في المخابرات الجوية (علي الشلي)، حيث يملكان الكثير من محطات الوقود في حماة بالإضافة لمحلات تجارية للأجهزة الإلكترونية، والبقاليات".
وأشار "الحموي" إلى أن العديد من ضباط النظام والشبيحة اتخذوا من تجارة السيارات مهنة لهم، عن طريق شراء السيارات المسروقة والمخطوفة من جميع مناطق سوريا بأسعار أقل، ومن ثم تسجيلها وتغيير مواصفاتها من جديد في مديرية المرور في حماة كي لا يتم اكتشافها فيما بعد.
وأكد "الحموي" أن "كبار الشبيحة أصبحوا يملكون رأس مال كبير، حتى بلغت أرصدة العديد منهم المليارات، وجميعها من السرقة والنهب والخطف والمفاوضات، كعصابة علي الشلي المعروفة في حماة والتي تقوم بخطف العديد من الشبان، وخاصة أبناء التجار ولا تطلق سراحهم إلا بعد دفع فدية تقدر بالملايين".
يذكر أن هذه الممارسات من الشبيحة وكبار الضباط كلها تتم على مرأى من النظام وفي العلن، دون أن يردعهم أحد، بل يتم إعطاؤهم مزيداً من الصلاحيات، ليستمر فرض معادلة "السادة والعبيد" التي ثار عليها السوريون ودفعوا ثمنها، فيما قبل المؤيدون بها ودافعوا عن عبوديتهم بشراسة!..