بلدي نيوز – حمص (حسام محمد)
تعاني المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام في الساحل السوري ومدينة حمص، من انتشار كبير لعناصر ميليشيات الشبيحة (قوات عسكرية تقاتل إلى جانب نظام الأسد)، الذين تحولوا بسبب إطلاق يدهم من قبل فروع الأمن التابعة للنظام إلى عصابات مسلحة تعتدي على جميع السكان في مناطق سيطرة النظام بما فيهم الموالين للأسد. كما تشهد المدينة حربا موازية مع الميليشيات الإيرانية وميليشيا الدفاع الوطني بسبب الخلاف على مناطق النفوذ والسيطرة.
فوضى السلاح
هو ليس بتعايش طبيعي أو يمكن أن ينتج عنه حياة هادئة، ذاك الذي يحصل في عموم مدن وبلدات الساحل السوري ومدينة حمص، ما بين ميليشيات الأسد المحلية، وبين المرتزقة الأجانب وخاصة من إيران وأفغانستان وغيرهم.
يقول أبو أحمد اللاذقاني "هم وحوش يقطنون أحياء سكنية موالية للأسد، يعتاشون على الفساد وانتشار السلاح، حتى أصبح الساحل غابة تحوي وحوشاً وذئاباً تنهش من يوالي الأسد، فضلاً عن افتراسهم بعضهم البعض، بسبب اختلاف دوافع حمل السلاح وغيره".
تعليقا على حال المدنيين في مناطق سيطرة الأسد ومعاناتهم من الشبيحة، قال مدير مركز حمص الإعلامي (أسامة أبو زيد) لبلدي نيوز "فوضى السلاح طغت في الأحياء الموالية للأسد منذ عام 2014، وبدأ ينتشر بشكل متسارع، حتى باتت تلك المناطق غارقة بالأسلحة العشوائية، وانتشار فوضى السلاح له مسببات عديدة أهمها غياب السلطة وعدم المحاسبة، بسبب انحدار تلك المناطق من الطائفة العلوية، التي يتبع إليها الأسد، وتعمد الشخصيات النافذة في سلطة الأسد تشكيل جماعات مسلحة من الدوائر المدنية أو المعارف المقربين منهم".
وأضاف أن الأسلحة كانت منتشرة في الأحياء الموالية للأسد من قبل الثورة السورية وبمستويات كبيرة، وقبل الثورة وبعدها أصبحت أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وكل ذلك بعلم الأسد، ولكنه كان يطلق يدهم دوماً، فلا قانون يحاسبهم ولا حكومة تردعهم.
وتابع الناشط "أبو زيد" أنه وبسبب الاختلاط الذي حصل بين شبيحة الأسد في الأحياء الموالية له بمدينة حمص، وبين المقاتلين الذي جلبهم الأسد من خارج الحدود، بعد إخلائه لأحياء حمص القديمة ذات العمق "السني"، وتوطين عائلات من طائفته في منازل المهجرين بحمص القديمة مع العائلات القادمة من طهران والضاحية الجنوبية، بدأ الصراع على السلطة بين الطرفين، وذهب موالو الأسد بين أقدام الطرفين.
العديد من التقارير الإعلامية أشارت إلى التجنيد في مناطق سيطرة النظام في حمص تتم عبر الانتماء الطائفي، حيث يرفض حزب الله تسليم المتطوعين لديه من الطائفة "العلوية" أي مناصب حساسة، بهدف الإبقاء على السلطة والنفوذ بين راحتيه فقط.
كما أن المناطق السكانية التي تنحدر من الطائفة الشيعية لا تقبل بالانضمام ضمن صفوف ميليشيات الدفاع الوطني، بل تقوم بتشكيل ميليشيات موالية ومشابهة لميليشيات حزب الله وغيرها، كما يحصل في القرى الشيعية في نبل والزهراء، وكفريا والفوعة، والمدعومتين إيرانيا.