بلدي نيوز – ريف دمشق (إبراهيم رمضان)
يستمر صراع القوتين الأبرز في الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق "جيش الإسلام" من جهة، و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" من جهة أخرى، ويستمر معه تضييق الخناق على المنطقة، من خلال سقوط النقاط واحدة تلو الأخرى بيد قوات النظام التي استغلت اقتتال الفصائل لتتقدم بشكل تدريجي على حساب الثوار هناك.
ويعزو الكثير من أبناء الغوطة الشرقية والمحللين، هذا الاقتتال إلى صراع النفوذ والمصالح والمكاسب العسكرية في الغوطة الشرقية، فكل طرف من هذين الطرفين يسعى لبسط سيطرته على كامل المنطقة وإنهاء الآخر لينفرد بالسلطة، دون أن يضع بحسبانه نتائج ذلك على المدنيين المحاصرين، وخاصة أن قوات النظام تسعى وبشكل مستمر للتقدم على المنطقة.
أكثر من 600 قتيل بين الطرفين في المواجهات التي بدأت منذ نحو عام تقريباً، وفق مصادر محلية، معظمهم من المرابطين على جبهات القتال مع قوات النظام، ولم تنحصر الخسارة بعدد المقاتلين الذين قضوا في هذا الصراع إنما تجاوزه، لتقدم النظام في منطقة المرج السلة الغذائية لمدينة دوما والبلدات المجاورة، حيث تقدمت قوات النظام وسيطرت على "دير العصافير، وزبدين، وحوش الدوير، والبياض، والركابية، ونولة، وحوش بزينة، وحوش الحمصي، وحرستا القنطرة، وبالا".
وجرّ تقدم النظام على الغوطة مشكلات عدة أهمها نزوح الآلاف من المدنيين إلى مدينة دوما والبلدات المجاورة، وفقدان مساحات زراعية كانت تمد المنطقة بالمواد الغذائية في ظل الحصار الذي تفرضه قوات النظام، فضلاً عن ارتفاع أعداد النازحين في مناطق الغوطة الداخلية.
وبالعودة إلى طبيعة الخلاف الذي أفرز نتائج كارثية على المنطقة، فلا يتعدى كونه خلاف برره الطرفان بأنه اعتداءات سافرة من كل طرف تمثل بالاعتقالات وتنصيب الحواجز للطرفين واغتيال أشخاص من الطرفين وهناك بعض الخلافات العقائدية.
لم يكن أهالي الغوطة الشرقية بمعزل عن هذا الخلاف كونهم المتضرر الأكبر من الصراع؛ فحاولوا طيلة الفترة الماضية لإنهائه، لكن دون جدوى، حيث خرجت عشرات المظاهرات المنددة بالصراع والداعية لفض النزاع والاحتكام لمحاكم خاصة، وصعد الأهالي من حراكهم لهذه الغاية من خلال الخروج بمظاهرات تحت رصاص الطرفين، ما أوقع بعض الإصابات.
كما شكّل الأهالي لجانا خاصة تواصلت مع قادة الفئتين المتصارعتين، لم تلق تلك اللجان تجاوباً كلياً، واقتصرت على المراوغة واتهام كل طرف للآخر بأنه غير مكترث لهذه اللجان، من خلال البيانات التي لا يختلف صراعها عن الصراع المسلح.
وكانت معظم المحاولات من قبل الفعاليات المدنية تدعو الطرفين لاحتكام لمحكمة شرعية لإنهاء الصراع كون النتائج كارثية في المستقبل، وخاصة اغتنام النظام للصراع والتقدم وهو ما لم تستطع عليه منذ بداية الثورة، وإذا ما استمر النزاع بينهما سيؤدي الأمر إلى سيطرة النظام على كامل الغوطة وإفراغها من أهلها، أسوة بداريا وغيرها، وفق رأي اللجان المدنية هناك.