بلدي نيوز – (نور مارتيني)
انتهى اليوم السباق الرئاسي الأمريكي، ليصل "دونالد ترامب" إلى سدّة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، خلفاً للرئيس "باراك أوباما"، وهو ما تسبّب بالصدمة للعديد من الدول والجهات، على الرغم من أن السياسة الأمريكية التي اتبعها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لم تكن تتناسب وطموحاتهم وما ينتظرونه من دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أفرجت عن أموال إيران كنتيجة للاتفاق النووي الإيراني، كما تراجع دورها لصالح روسيا في العديد من الملفات، وأهمها الملف السوري.
فمن تابع حملة "ترامب" الانتخابية، سيكتشف الكمّ الهائل من الملفات الإشكالية التي تنتظر العالم، وأولها ملفّ العلاقات الأمريكية- الأوروبية،غير أن الفئة الأكثر تضرّراً –بحسب التصريحات- هي فئة المهاجرين غير الشرعيين، المتواجدين على الأراضي الأمريكية، واللاجئين السوريين الذين وعد بإخراجهم من الولايات المتحدة الأمريكية، فيما وصفهم ابنه بـ "قطع الشكولاتة الفاسدة"، وهو ما أظهرته مواقف السوريين المتواجدين على الأراضي الأمريكية، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
ما يزيد من مخاوف السوريين حيال وصول "دونالد ترامب" إلى "البيت الأبيض"، هو انتقاؤه لفريق رئاسي يتفق مع سياسته فيما يتعلّق بالسوريين، فقد أعلن عن اختياره لحاكم ولاية إنديانا "مايك بينس" نائباً للرئيس، وهو الذي رفض توطين اللاجئين السوريين في ولايته، ولكنه عارض موقف "ترامب" من المسلمين، كما أنه اختار الأمريكي- اللبناني "وليد فارس" مستشاراً لشؤون الشرق الأوسط، وهو مؤسس حزب "الاتحاد الديموقراطي المسيحي" والذي نشر فيما مضى أطروحة للفصل بين المجتمعين المسيحي والإسلامي في لبنان.
تقول المهندسة "شادية مارتيني" والتي تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية: "بذلنا أقصى جهدنا لمنع وصول ترامب لرئاسة أمريكا، نظراً لتصريحاته ضدّ اللاجئين السوريين وعلى الرغم من كونه يفتقر إلى مقومات رجل السياسة البسيطة، ولكنه تمكن من كسب العامة من البيض الأمريكيين، الذين استطاع أن يداعب توجهاتهم العنصرية تجاه الوافدين، وهم في الغالب من قاع المجتمع"، وتلفت السيدة "مارتيني" إلى أن "هذا ليس نهاية المطاف، وعلينا ألا نقفز إلى النتائج فوراً، فنائب ترامب سيكون مايك بينس وهو الذي سيكون صاحب القرار الحقيقي، والذي قد يتحرّك بشكل عملي، كما فعل سابقاً حين دعم تدخل أمريكا عسكرياً في العراق وليبيا، كما أن وليد فارس الذي عين مستشاراً لشؤون الشرق الأوسط، هو من مناهضي النظام السوري وإيران؛ كل ما في الأمر أننا كجالية سورية ينبغي أن نستثمر هذه النقاط فيما يخدم قضية بلدنا، فالرئيس في أمريكا، ليس الحاكم الأوحد كما في الأنظمة الشمولية".
من جهته، يرى الناشط السياسي "ستيف أركاوي" وهو أمريكي- سوري يشغل منصب رئيس قطاع "أريزونا" في "المجلس الأمريكي- السوري، أن "ليلة أمس كانت عصيبة على كل السوريين في الولايات المتحدة الأمريكية"، لافتاً إلى أن "أمريكا دولة ديموقراطية، والرئيس ليس ديكتاتوراً، القوة الحقيقية في الكونغرس".
ويرى "أركاوي" أن "انتخاب ترامب يعكس مدى انتشار وتأييد ظاهرة التطرف في المجتمع الأمريكي، تحديداً كراهية الأجانب، وفي الواقع هو ما أوصل ترامب إلى الرئاسة الأمريكية". ويوضح رئيس قطاع "أريزونا" في "المجلس الأمريكي- السوري أنهم بذلوا كل ما بوسعهم لدعم حملة هيلاري كلينتون الانتخابية، نظراً لما وعدتهم بتنفيذه في سوريا، فيما إذا نجحت في الانتخابات الرئاسية.
لا يمكن التعويل على ما ورد في حملة "دونالد ترامب" فهو على الأغلب كان يدلي بتصريحات كما لو أنه رجل أعمال يعلن عن مشاريع كبيرة ليعلن إفلاسه فيما بعد، سيما وأنه أعلن إفلاسه ستة مرات، سابقاً، ولكنه في رئاسة الولايات المتحدة لن يكون له وحده قرار إشهار الإفلاس، لذا سيواجه الكثير من الشركاء في العملية السياسية، الذين سيمنعونه من اتخاذ خطوات تفضي بالولايات المتحدة إلى الإفلاس سياسياً، وفق محللين.