بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
بدأ المسؤولون في ميليشيا "قسد" سباقاً لاستجداء موافقة التحالف الدولي للمشاركة في معركة تحرير الرقة من تنظيم "الدولة"، بعد تأكيد وزير الدفاع الأمريكي "اشتون كارتر"، إن المعركة ستكون خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وفتحت هذه التصريحات باب التساؤلات على مصراعيه، حول اللاعب الرئيسي الذي سيتعاون معه التحالف الدولي بين ميليشيا "قسد" من جهة، وتركيا والجيش السوري الحر من جهة ثانية في معركة توصف بـ"الصعبة".
أمس الجمعة، أكد القيادي في ميليشيا "ب ي د" (العمود الفقري لميليشيا قوات سوريا الديموقراطية) إن "الإدارة الذاتية توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويقضي هذا الاتفاق بمشاركة وحدات حماية الشعب في معركة تحرير الرقة بشكل فعال ومباشر، دون أن يبين ماهي مضمون الاتفاق"، بحسب وكالة روناهي الكردية.
بالمقابل، جدد رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدريم" التأكيد على موقف تركيا الرافض لمشاركة الميليشيات الكردية في عملية تحرير مدينة الرقة من تنظيم "الدولة"، منوهاً إلى أن تركيا ابلغت الجانب الأمريكي بموقفها من العملية، مؤكداً أن تركيا لن تشارك في المعركة في حال مشاركة تنظيم "ب ي د"، مشيراً إلى أنهم قدموا "بديلا" عن مسلحي "ب ي د"، وهم أبناء الرقة.
"يبدو أن ميليشيا (قسد)، بدأت تدرك مدى خسارتها بإقصائها عن المعركة، لعلمها المسبق بمدى محدودية إمكاناتها مقارنة مع تركيا"، يقول الصحفي السوري "على الابراهيم"، ويضيف: "لا يمكن المقارنة بين دولة وميليشيا وإمكانيات كل منهما، ففي الوقت الذي تشكل ميليشيا قسد عبئا على التحالف الدولي في التسليح والحماية والمراقبة، فتركيا تمتلك كل المؤهلات العسكرية واللوجستية، ويمكن للتحالف الاعتماد عليها في مثل هذه المعركة الصعبة".
ويؤكد الإبراهيم بحديثه لبلدي نيوز أن الميليشيات الكردية تعلم ما معنى إقصائها في حال رضوخ التحالف الدولي للشروط التركية، والمتمثل بخسارة المزيد من مناطق سيطرتها على غرار عملية "درع الفرات" وإحباط مشروعها التوسعي، وهو ما تخشاه وتسارع في استجداء موافقة التحالف لمشاركتها في المعركة مهما كلفها الثمن.
ويوضح الإبراهيم أن تركيا تقدم بديلاً أكثر "واقعية" وهو الجيش الحر من ابناء المنطقة، وهدفهم تحرير مدينتهم، بينما الميليشيات المكونة لـ"قسد" لا يجمعها رابط، وانتجت من "شرذمة" من مقاتلين جاؤوا من جبال قنديل وإيران وكردستان العراق وتركيا لسد الفراغ كبديل عن "داعش"، علاوة عن رفض الحاضنة الشعبية في الرقة وريفها لهذه الميليشيات، إثر ما اقترفته من مجازر وتهجير ممنهج إبان سيطرتها على ريف الرقة الشمالي.
من جانبه، يؤكد "أحمد الموسى"، وهو أحد القياديين في الجيش الحر، أن الميليشيات الكردية "تخشى عواقب دخول الجيش الحر إلى مناطق سيطرتها، واقصد هنا منطقة تل أبيض، وبالتالي تقطيع اوصال مشروعها الانفصالي"، بالإضافة إلى إمكانية انشقاق بعض الفصائل العربية المنضوية تحت راية هذه الميليشيات "لعدم توفر الداعم لها كتركيا"، على حد وصفه.
ويرى الموسى أنه لا يمكن أن تتحمل هذه الميليشيات عبئ مثل هذه المعركة الكبيرة ومساحتها الواسعة، لجهلها بطبيعة المنطقة ولانعدام إيمانها بتحرير الرقة كما ابناءها، والذين حرروها مسبقا من نظام الأسد وخاضوا التجربة.