بلدي نيوز – مضايا (جواد الزبداني)
لا تزال الحالات المرضية داخل بلدة مضايا بريف دمشق، تعاني من الآلام الشديدة نتيجة لانعدام الأدوية والمسكنات، وغياب العلاج المناسب والمختصين، للتخفيف قليلا من معاناتهم مع المرض.
وتقوم الهيئة الطبية بالتعاون مع جيش الفتح، والهلال الأحمر السوري، بإخراج الحالات المرضية من بلدتي مضايا وبقين، على أن يتم في الوقت ذاته، إخراج حالات مقابلة من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام بإدلب، ضمن اتفاقية سابقة مع نظام الأسد.
لكن القصة لا تنتهي بهذه الطريقة، فعندما يتم إخراج حالة مرضية من مضايا لتلقي العلاج، يقوم الهلال الأحمر بإسكان المرضى بغرف كمأوى مؤقت للعائلات، ولا يتابع علاجهم ولا يتحمل نفقاتها.
بلدي نيوز تابعت أحوال المرضى الذين تم إجلاؤهم من بلدة مضايا بغية علاجهم في مشافي دمشق.
الحاجة أم بسام، وهي مريضة خرجت من مضايا لتلقي العلاج برفقة الهلال الأحمر، قالت لبلدي نيوز: "خرجت منذ فترة برفقة الهلال الأحمر من مضايا لتلقي العلاج، فأنا مصابة بمرض السرطان، وعندما خرجت من المدينة قالوا لي إن علاجي سيتم عن طريق الهلال الأحمر والأمم المتحدة، وأن مسكني أيضا متوفر، لكني تفاجأت أنني بحاجة لتصوير بمشفى خاص، وهو من أغلى المشافي في العاصمة".
وأضافت أم بسام: "الهلال الأحمر غير مسؤول عن تكاليف التصوير التي ليس لي قدرة على تسديدها، حتى إنني توقفت عن تلقي العلاج أو إكمال التصوير هذا غير أني أسكن في غرفة كمأوى مؤقت وهي غير مجهزة بشكل كامل".
وتكمل الحاجة أم بسام: "نحن هنا بلا منزل ولا أسرة، والمسكن غير مجهز لاستقبال الشتاء وأنا اشتقت كثيرا لأسرتي، وأرغب أن يتم علاجي، ومن ثم إدخالي إلى بلدتي وأسرتي وهناك الكثير من الحالات التي أنهت علاجها وتريد العودة".
وحول قصة هذه السيدة، قال الناشط غيث العبدة، عضو المكتب الإعلامي في مضايا وبقين: "للأسف إن منظمة كالهلال الأحمر لا توفي بوعودها لمرضى مضايا وسكانها، وهنا نتساءل هل لأن مضايا بلدة معارضة للنظام يتم معاملة مرضاها بهذه الطريقة، وما حالة أم بسام إلا واحدة من حالات أخرى لم تتلق العلاج اللازم أو العناية اللازمة".
ويضيف العبدة لبلدي نيوز: "هناك الكثير من الحالات التي أنهت علاجها في دمشق وتود العودة لبلدتها، لأنها لم تعد قادرة على تحمل تكاليف المعيشة في العاصمة دمشق والتي وصفوها لنا بالخيالية، ونحن نناشد الهلال الأحمر بمعاملتهم كسوريين فقط دون النظر إلى الانتماء السياسي أو الطائفي، لأنه كما نعلم فالهلال الأحمر منظمة محايدة وغير معنية بالصراع السياسي".
ولليوم تم إخراج عدة حالات من بلدة مضايا المحاصرة لتلقي العلاج المناسب، قسم منهم في دمشق، وقسم ذهب إلى إدلب.
يذكر أن الحالات التي تخرج من مضايا، تخرج بعد مفاوضات مضنية قد تستمر لأسابيع أو أشهر، بحسب الحالة وتوافر حالة مشابهة بالطرف الآخر في الفوعة وكفريا بريف إدلب.