بلدي نيوز – دمشق (محمد أنس)
من الانتهاء بالموت إلى حالات الشلل الدائم والإعاقات، حالات كثرت وتضاعفت في المشافي التي يديرها موالون للنظام السوري ضمن مناطق سيطرته، وسط تراخي حكومة الأسد في التعامل الجاد الذي أدى إلى إزهاق العديد من الأرواح، وتفاعل سياسة "الواسطة" والمحسوبيات بين العاملين في المجال الطبي وأزلام النظام، والتي أدت في حالات أخرى لتبرئة ساحة الأطباء المحسوبين على النظام.
صحيفة الوطن الموالية قالت في تقرير لها، بأن عملية ولادة قيصرية لإحدى السيدات انتهت بوفاتها، وأن الأطباء المشرفين على عملية الولادة تقاذفوا التهم فيما بينهم، فضاعت الجريمة وقُتلت المرأة ونجا الأطباء القائمون على عملية الولادة.
حالة أخرى، بحسب الصحيفة الموالية، فقد تكررت حادثة مشابهة في مشفى آخر إلا أن الفارق أن المريضة فارقت الحياة فوراً دون أن تتحمل عذاباً يستغرق فترة من الزمن كما حدث مع المريضة المشار إليها في الحالة الأولى، والغريب في الموضوع أن الزوج كان يتأهب لاستقبال مولوده الجديد ولعله جهز لهذه المناسبة، إلا أنه فوجئ بخبر وفاة الزوجة لتتحول المناسبة إلى عزاء.
نقيب الأطباء في حكومة الأسد "عبد القادر الحسن" الذي بدا متراخياً في التعامل مع الجرائم المرتكبة طبياً، يقول إن العقوبات الطبية متسلسلة، تبدأ بالتنبيه الموجه إلى المسجل، ثم إنذار الطبيب، إلى إغلاق العيادة من شهر إلى ثلاث سنوات أو إغلاق نهائي وذلك بحسب الأخطاء المرتكبة من الطبيب، مبيناً أنه دائماً الأخطاء البسيطة أو غير المقصودة تكون عقوبتها التنبيه على حين الأخطاء الفادحة فيها كل العقوبات.
عقوبات خفيفة لجريمة قتل!
أعلن نقيب الأطباء في حكومة الأسد "عبد القادر حسن" أن النقابة اتخذت إجراء صارماً بالعديد من الأطباء نتيجة أخطاء فادحة وشطبت قيدهم بالنقابة وشمعت عياداتهم بالشمع الأحمر ومنعتهم من مزاولة المهنة، مشيراً إلى أن الأخطاء المرتكبة من قبل الأطباء العاملين في المشافي الحكومية من اختصاص الرقابة الداخلية فيها.
وأضاف "الحسن" أن هناك حالات تحدث نتيجة تحسس المريض من المخدر في البداية ما يؤدي إلى الوفاة، لكن هذا الأمر خارج عن إرادة الطبيب. على حين إذا حدث للمريض نزيف فإن النقابة تبدأ بالتحقيق بالموضوع لتبيان هل هو ناتج عن خطأ الطبيب أم أمر آخر خارج عن إرادته.
شهادات الموالين حول جرائم أطباء الأسد
قال أحد الموالين، في تعقيبه على الجرائم المرتكبة طبياً في مشافي الأسد: "بائع الخبز اليابس صار دكتور، هنا في باب توما أحدهم أصبح دكتور أعشاب، أنا أعرفه شخصياً، كان يشتغل في الخياطة، والآن بات دكتور معالج بالأعشاب، قمنا بإبلاغ قسم الشرطة في باب توما، فكان جواب القسم، إنكم تفترون على الرجل، ويملك ترخيص لفتح هذا العمل، ومن هنا أقول لكم ما من عتب ع دكاترة يلي بالمشافي، ما حدا فاضي يحاسب حدا صرنا بلد مافيات".
أما "آمنة" وهي موالية للأسد قالت: "أنا أجريت عملية بمشفى خاص، والدكتورة نسيت قطعة من الشاش في جسدي، وبقيت هذه القطعة لمدة سنه ونص، وكلما أذهب إليها بسبب ما تسببه من ألم، تجيبني كل الأمور تمام، لأصاب بعدها بأمراض خطيرة، وعندما أبلغت الطبيب بذلك، وصفتني بالكاذبة والمفترية".